منذ صدور القرار الملكي القاضي بتنصيبه أميناً لمنطقة الرياض قبل نحو خمسة عشر عاماً مضت وانقضت سِراعاً، ظل سمو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن بكل ما خصه الله به من صفات الإدارة الحكيمة ومهاراتها يقود قطار البناء: تغييراً وتحديثاً طال كل مفاصل الحياة في عاصمة بلادنا وكبرى مناطقها (حبيبة القلوب الرياض).. هذه المدينة الجاذبة المترامية الأطراف المتداخلة الشبكات المبهرة الإنارة المكتظة بالطاقات البشرية الكامنة لعدة ملايين من المواطنين مع ما يلزم كل أولئك من خدمات يومية ضرورية واستحقاقات لا فكاك من توفيرها لهم في ظل عالم لا مجال فيه لاستراحة محارب إذ تتسارع خطاه وبلا هوادة في المجالات كافة.
ورغم تلك الأعوام الممتدة من الخدمة الوطنية المتميزة التي تنوء تحت وطأتها شوامخ الجبال ظل سموه يصل الليل بالنهار ويسابق الريح ويتابع كل صغيرة وكبيرة مترئساً اللجان الرئيسية والفرعية وفرق العمل التي يتمخض عنها تعبيد الشوارع وإقامة الأرصفة والإنارة والتشجير والحدائق، وقبل ذلك كله التخطيط لإنشاء أحياء جديدة مكتملة الخدمات وتتسع الدائرة لتشمل النظافة العامة وإقامة المهرجانات والمسرحيات واحتفالات الأعياد وكل ما من شأنه النهوض بالفرد والجماعة والترفيه عنهم لذا فلا غرابة في أن تتوّج جهود سموه المتصلة الحلقات بأرفع الجوائز قدراً وقيمة على مستوى الوطن والإقليم وأن يطوّق عنقه بأنواط الجدارة ويحمل بيديه شهادات التكريم والتقدير.. لقد قادته أعماله الجليلة للتكريم على أيدي ولاة الأمر بدءاً بالمليك المفدى وولاة عهده الأمناء.. أما أمير الرياض السابق (سلمان الخير) ونائبه (سطام الصمود) فقد كان لهما بمثابة العضد والسند، ولا أنسى الجائزة الثمينة التي نالها قبل قرابة العام أو ما يزيد عليه قليلاً (جائزة الشرق الأوسط للتميز) التي تمنح للشخصيات التنفيذية المؤثرة على مستوى العالم بأسره، وقد أتى تكريمه ضمن نخبة مختارة بمعايير فنية وعلمية دقيقة كيف لا ولسموه إسهاماته العظمى في تسريع عجلة التنمية في حاضرة بلاده والمبادرة بالمعالجات الحاسمة عبر إدخال مشروع البوابة الإلكترونية وتطوير القيادة من أجل أداء أكثر تميُّزاً حتى وصل سموه بهذه المنظومة وغيرها من ركائز البناء لوطن الغد إلى مصاف التنافسية العالمية.. ومن الأدوار التي يحفظها لسموه تاريخ المملكة الحديث إسهامه الجبار في حماية وتطوير البيئة فضلاً عن الدعوة لتطوير السلوكيات المجتمعية لتحقيق تنمية مستدامة تُطبق على أرض الواقع وفي مناخ صحي مُعافى.
لذا كان لزاماً علينا تسطير هذه الكلمات التي أراها متواضعة في حق سموه وهو يجتاز محطة من محطات العمل الوطني إلى محطة أخرى في حياته نحسب أنها ستكون أوفر بذلاً وأخصب تجربة.
وختاماً: نتمنى لسموه التوفيق والسداد مقروناً بصالح العمل، والحمد لله بدءاً ومنتهى.
عبدالله منصور المالك