وردتني رسالة من أحد المهتمين مشكورًا، بعنوان “إنجازات الهيئة بين الستر المصطنع والفضح الواقع” أنقلها نصاً كما جاءت لمعالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليقي سيأتي بعدها، يقول فيها: “تطالعنا صحفنا اليومية والإلكترونية من وقت لآخر عن وقائع وإنجازات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الموقرة، في الكشف عن خلوة غير شرعية لشاب وفتاة، أو واقعة ابتزاز، أو واقعة مطلقة تختلي بسائق، أو ارتكاب فعل فاضح، وما إلى هنالك.
وعلى الرغم من وجود متحدث رسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أن تسريب تلك المعلومات بإرادة الهيئة أو رغماً عنها، لصحف ورقية كانت أو إلكترونية فإن ذلك يمثل انتهاكا صارخا لحرمة الجاني، أولاً: لأنه لم تثبت إدانته عن طريق المحكمة المختصة، وثانيا: لأنه يتيح لمن يرغب بالسؤال عن مرتكب أو مرتكبة هذا الفعل في مركز الهيئة المشار إليه في الخبر.
إن هذا الأمر ينبغي أن يتم معالجته من قبل رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقا لما تم الإشارة إليه وإنفاذا للتعليمات المشددة من قبل أولي الأمر باتباع سياسة الستر من قبل منسوبي الهيئة قدر الإمكان وذلك بمعاقبة من يسرب تلك المعلومات للصحف حتى لا تنتهك خصوصية الناس بدعوى إنجازات الهيئة”.
ما كتبه أخي الكريم لا غبار عليه، ويذكرنا بإشكالية الفضائح، وكيف أنها بوابة الجحيم التي يدخل منها الفساد بخطوات واثقة نحو المجتمع، وذلك بتجريد الإنسان المفضوح من آخر ما يمكن خسارته، ومن ثم تصبح الخطيئة عارية من الخوف والحياء، ليكون الاقتراف أسهل وأحيانًا يتطور ليغدو رفاهية أو عناداً.
وعندما نتناقل أسرار الناس، نصبح شركاء بالجملة في تدمير محاولة الإنسان للتغير والتوبة، لأننا نكسر في نفسه شيئاً مهماً سعى هذا الدين لبقائه عندما نهى عن التجسس، والخوض في أعراض البشر، فلمَ لا تجعل الفضيحة تنتهي عندك وتدفنها دون أن تصبح بوقًا يطلق أبشع الأصوات راقصًا على جراح المنكوبين؟
خارج النص: أعمق المشاعر تولد مع قلب تعثرت به وأنت تبحث عن شيء آخر.
amal.f33@hotmail.com