ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 04/07/2012 Issue 14524 14524 الاربعاء 14 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت في رحلة عمل إلى إندونيسيا، أحد المشاركين في المؤتمر الدولي “اللغة العربية بين الانقراض والتطور” في جاكرتا، وكان المؤتمر من المؤتمرات المتميزة التي جمعتنا بعدد كبيرة من الكتاب والمهتمين باللغة العربية والدعوة إلى الحفاظ عليها.

القصة التي أود التطرق إليها، بدأت معي في رحلة العودة، حيث صادف أن جلس إلى جواري شاب في مقتبل العمر، لا يتجاوز عمره 23 عاماً فبدأت أدير حواراً معه، خاصة أن الرحلة في الجو ستستغرق حوالي 10 ساعات، وزملائي الذين جئت معهم إلى المؤتمر، تفرقت بنا السبل، بحكم أن بعضاً منهم لا يزال في إندونيسيا، والبعض الآخر سبقنا إلى السفر بأيام.

بدأ الحوار بيني وبين هذا الشاب، وأردت أن أزجي الوقت معه في حديث مسلٍّ، فبدأت أسأله عن هذه الدولة، رغم أنني سبق أن زرتها أكثر من مرة، لكنني كنت أرغب أن أستمع منه، فسألته: أين سكنت، وأي المدن زرت، فأجابني بأنه ذهب إلى الجبل، يقصد “بونشك” وهي المنطقة الجبلية الأقرب إلى جاكرتا التي كثيراً ما يتواجد بها الخليجيون عموماً.

وفاجأني الشاب برد غريب، دهشت له جداً، لقد قال على الفور:

ـ هل تعلم أنني عريس جديد، تزوجت منذ أقل من 15 يوم، فرددت على الفور، مبروك، حيث كنت مندهشاً من فكرة أن يتزوج من دولة إندونيسيا.

فأجابني بما هو أدهى: لم أتزوج هنا، ولكنني تزوجت في الرياض من إحدى قريباتي، وكانت دهشتي أكبر، حيث لايوجد معه سيدة، يعني هذا أنه لم يحضرها معه، كيف يحدث هذا وهو عريس جديد؟

فسّر لي القصة بما يزيد من دهشتي، حيث أكد لي أنه تزوج من إحدى قريباته بطريقة الزواجات التقليدية التي نعيشها في المملكة، حيث خطبت له والدته، واختارت له العروس.

فسألته: (أكيد أنك شفتها يوم الخطوبة!)

فأكد لي أن هذا الأمر ممنوع جداً في نظام القبيلة.

فماذا حصل، تم كل شيء، دون أن يرى أحد منهما الآخر، لا العريس ولا العروس، ولم يشاهد زوجته إلا في يوم الزفاف، وفي حفل الزواج على وجه التحديد.

فقال لي: لقد صدمت بها، ليست هي الإنسانة التي كنت أتوقعها، كنت أعرفها عندما كنا صغاراً، كانت طفلة جميلة، رشيقة، أما الآن فهي شابة ممتلئة الجسم، وهو لا يحب هذا النوع من النساء بحسب تعبيره، وكذلك لم يكن يتوقع أنها تفتقد لأقل مقومات الجمال.

وعندما تحدث مع والدته، وأخواته عن هذا الأمر، في نفس حفل الزواج أكدوا له أن الجمال في الروح، وأنها إنسانة متدينة، وسيصبح سعيداً معها في حياتهما الزوجية التي لم تبدأ بعد.

أضاف الشاب: ماذا تتوقع الذي حصل؟

قلت: ماذا؟

ذهبنا معاً إلى منزل الزوجية، بعد الزفاف مباشرة، ونمت في غرفة مستقلة وحيداً، معتذراً منها، وفي اليوم التالي سافرت، وهذا هو موعد عودتي إلى الرياض.

كانت كارثة حقيقية، حيث إن نفسية هذه الإنسانة ماذا سيحصل لها؟ إنها صدمة حقيقية، وفي ذات الوقت هذا الشاب هو الآخر ليس ذنبه ما حصل إنه ذنب استسلامنا لتقاليد وعادات بالية، ليس لها أساس من دين أو أخلاق، لأن أي شاب يرغب الزواج، يجب أن ينظر إلى مخطوبته قبل الموافقة على الزواج، وهي كذلك عليها أن تنظر إليه جيداً، ويجب أن يدور بينهما حديث في وجود أهل البنت -طبعاً- ثم بعد أن يتم عقد القران يجب ألا يتسرعا في إقامة حفل الزواج، عليهما أن يتيحا المجال للحديث بينهما حتى يتعرفا على بعضهما، ويكون بينهما قدر من التفاهم، والحوار الذي سيسهم في تأسيس حياة زوجية سعيدة.

المهم أن الشاب أكد لي أنه لا يعلم ماذا سيحصل، خاصة وأن تصرفه هذا بتركه زوجته في اليوم الأول من الزواج والسفر فوراً سيؤدي إلى كارثة بين العائلتين، خاصة أن العروس قريبته، وقال لي: لا عليّ، ماذا أصنع، هذا واقع واجهته، ولم أتمالك نفسي، حيث لم أستوعب هذا الواقع.

هذا يعني أن هناك مشكلة حقيقية، علينا أن نعترف بوجودها، ولم يتم حل مثل هذه الإشكالات ما لم ينهض المجتمع، ويكون لديه درجة عالية من الوعي.

قرأت تصريحاً حديثاً لوزير العدل، يؤكد فيه تراجع معدلات نسب الطلاق في المملكة، وإن كان هذا خبرا جيدا، لكنه يؤكد أن هناك نسبة طلاق عالية، حيث تبلغ ما يوازي الثلث، إذا ما قارناها بعدد صكوك الزواج.

هناك دعوة جادة من قبل المؤسسات الخيرية المعنية بشؤون الأسرة على أهمية عقد دورات للراغبين في الزواج من شباب وبنات، قبل الدخول إلى القفص الذهبي، ويجب أن تتولى الجهات المعنية ذات العلاقة، بتحويل هذه الدورات كشرط أساسي من شروط الزواج مثلها مثل شرط فحص ما قبل الزواج، المسألة تحتاج لمزيد من التوعية، وربط حزام أمان الزواج قبل اتخاذ قرار مصيري مثل هذا.

Kald_2345@hotmail.com
k-khodare@hotmail.com
 

ربط حزام الأمان قبل الزواج
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة