|
تتميز أشعة الليزر بأنها مركزة وغير مشتتة كما هو الحال في الضوء العادي، وأكسبت هذه الخاصية أشعة الليزر العديد من المزايا التي أدت إلى انتشار استخدامها في الكثير من الصناعات والاستخدامات الطبية المتعددة وخاصة في علاج أمراض العيون.
ومن بين استخدامات أشعة الليزر أقلام الليزر التي يستخدمها المعلمون و المحاضرون في قاعات الدراسة للإشارة إلى مــا يريـــدون والتركيز عليه أثناء عرض الشرائح عــلى الحائــط، وأقلام الليزر هذه يجب ألا تتجــاوز قوتهـــــا 5 مــلي واط حسب أنظمة السلامة المقررة من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، وتعتبر أقلام الليزر التي تتجاوز قوتها 5 ملي واط محظورة الاستخدام دوليا و يعاقب عليها القانون، وكلما زادت المسافة التي يشاهد ضوء الليزر منها بوضوح كلما زادت قوته وخطورته، وللأسف بدأت بعض الشركات تصنع أقلام ليزر تتعدى قوتها 5 ملي واط للاستخدام الشخصي بهدف الربح المادي فقط، وبدأت تنتشر في أوساط الشباب والمراهقين خاصة في مدرجــــات الملاعب الرياضية، وقد وصلت قوة بعض أقلام الليزر لدرجة أن ضوء الليزر المنبعث منها كاف لإشعال السجائر وأعواد الثقاب في ثانية واحدة.
إن توجيه أشعة الليزر على العين مباشرة ولو لثانية واحدة فقط كاف لإحداث أضرار جسيمة في العين، ويتدرج ضرر الليزر على العين حسب قوته ومدة تعرض العين له و قربه منها، وهذا الضرر يتراوح ما بين الإجهاد المباشر للعين نتيجة للوميض الشديد لليزر إلى حدوث احتراق كامل في مركز البصر في الشبكية وحدوث عمى دائم للعين المصابة، وللأسف الشـــديد حصلت في مدينــة الرياض مؤخــرا حالات إصابات للعين بأقلام ليزر تجاوزت قوتها الـ 100 ملي واط (أكثر من عشرين ضعفا للقوة المسموح بها دوليا) وكانت الإصابات متفاوتة في مركز النظر تراوحت ما بين حدوث بقع عمياء دائمة في مركز النظر، وفي بعض الحــالات كانت الإصابة شـــديدة فقد فيها النـــظر في العين المصابة.
ومما ينبغي التنبيه له أنه لا يوجد علاج ناجح لعلاج إصابات العين الناتجة من أشعة الليزر، لذالك ينبغي عدم توجيه أقلام الليزر إلى العين مهما كان نوع قلم الليزر وقوته خصوصا أن بعض أقلام الليزر تكون رديئة الصنع ولا يوجد بها فلاتر تمنع أشعة الليزر غير المشاهدة بالعين المجردة من الانبعاث خارج أقلام الليزر، وقوة هذه الأشعة غير المشاهدة عادة ما تكون أعلى بكثير من قوة الأشعة المشاهدة، كذالك ينبغي منع استخدام أقلام الليزر التي تتجاوز قوتها 5 ملي واط منعا باتا، ومنع دخولها عبر المنافذ الحدودية للمملكة حتى لا تكون أداة للعبث بأيدي المراهقين وضعاف النفوس الذين قد لا يدركون الخطورة المترتبة على العبث بمثل هذه الأجهزة.
د. سعد بن عبدالله الدهمش - استشاري طب وجراحة الشبكية - مركز الأعمال ـ م م ع ج