دفع يوم (أمس الأول) مدير مدرسة حياته ثمناً لمنع الغش الجماعي في اختبار (مادة الاجتماعيات)، عندما قام الأهالي بمحافظة (إب) اليمنية بمحاولة تمرير (أوراق الإجابات) لأبنائهم داخل قاعات الامتحان..!.
العديد من التقارير الصحفية والغربية تتحدث عن أنّ بعض الأهالي هناك، وخصوصاً في (المناطق القبلية)، اعتادوا على انتهاك القوانين لمساعدة أبنائهم الطلبة على الغش في الامتحانات باستخدام القوّة أحياناً.. لأنه ببساطة من العيب أن يرسب أو يسقط الابن في المدرسة وعليه استخدام الحيلة والفهلوة والقوة لو لزم الأمر من أجل أن ينجح؟!.
إنها تجربة سيئة و(بذرة أولى) غير جيدة يزرعها الآباء في نفوس الصغار ليكبروا عليها، وفي مختلف مجتمعاتنا العربية للأسف وبصور وأساليب مختلفة ..؟!.
صور الغش والتجاوز والسرقة والانتهاك والاستغلال التي قد يتطبّع بها الصغار تتنوّع، إلاّ أنّ النتيجة واحدة وهي أنّ (الطفل) يتعلّم سلوكاً غير سوي ويعيشه بكل تفاصيله، حتى يتقن مع السنوات الطوال (الذهانة المصطنعة) أو يتلبّس جلداً غير جلده على طريقة (خلك ذيب)، وهي (المفاهيم السيكوباتية) التي نشاهد نتاجها أمامنا اليوم في عدم اقتناع البعض بالنظام ومحاولة كسره في (الدوائر الحكومية) وتجاوز ذلك حتى في أبسط الأماكن العامة؟!.
فما الذي يشعر به المسافر عند تخطِّي صفوف الركاب ليحصل على (كارت صعود الطائرة) قبل الآخرين؟! وما الذي يشعر به السائق عند (تجاوز الإشارة) الحمراء دون تسجيل مخالفة؟! بل لماذا يصل الاستخفاف بعقولنا للحصول على حبتين (خبز بر) وحبتين (خبز عادي) وأنت تنتظر (4 حبات خبز) في طابور طويل..؟!.
بكل تأكيد هي الانتهازية والتذاكي والفهلوة والطمع والخداع التي تسلّح بها أمثال هؤلاء وتعلّموها وتشرّبوها وأتقنوها منذ الصغر..!.
إنه أمرٌ خطيرٌ يجب إيقافه والانتباه له عند (تربية صغارنا) وتعاملنا أمامهم ليكتسبوا (السلوك السوي)، لأنه الضمانة الحقيقة لحياتهم في كل زمان ومكان وفي مختلف المجتمعات والثقافات، على طريقة المثل الشعبي (من عاش بالحيلة مات بالفقر)!.
فمن شبّ على شيء شاب عليه، ومن تعلّم الغش في المدرسة أتقنه في الحياة، ولا أدلّ على ذلك مما رصدته كاميرات المراقبة اليابانية يوم أمس عند قيام (مسن) في التاسعة والستين من عمره بسرقة (30 حبة) شمّام من خيمة زراعية، وعندما قامت الشرطة اليابانية بتفتيش منزله عثرت على (79 شمّامة أخرى)..!.
إنه التخصُّص ببساطة الرجل كان (حرامي شمّام) منذ الصغر..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com