فاصلة:
(أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر)
-حكمة صينية -
هل توجد نسويّة في السعودية؟
هل توجد حركة تغيير تهتم بحقوق المرأة وقضاياها وتساهم في رفع الظلم عنها؟
هذا سؤال كبير لا أستطيع الإجابة عنه لسبب بسيط وهو عدم وجود أي هيئة أو منظمة تعنى بشؤون المرأة لدينا وبالتالي لا يوجد أي تنظيم واضح لرصد نشاطاتها وإنجازاتها في المجتمع أو تنظيم يعنى بالأبحاث العلمية الخاصة بقضاياها.
في العالم العربي وتحديدا في مصر بدأت النسوية عندما خرجت النساء إلى الشارع رفضا لظلم الاستعمار، لكن في مجتمعنا لا يوجد استعمار أجنبي ولكنه استعمار فكري يرفض أن يتغلّب الدين على الأعراف البالية.
ومثلما يوجد في العالم العربي ناشطات يستخدمن الإعلام كوسيلة لتحديث تغيير في المفاهيم النمطية للمرأة يوجد لدينا عدد من الكاتبات بل والكتاّب الذين وظفوا أقلامهم للدفاع عن حقوق المرأة.
إذن ما الذي ينقصنا ليتحدث التاريخ عن نسوية سعودية عندما يتحدث عن النسوية في العالم العربي؟
سيتساءل البعض وما أهمية أو جدوى أن يكون لدينا نسويّة في بلادنا
ولن تكون الإجابة مقنعة لمن لا يعي معنى أننا مجتمع غير مغمور بل إننا نشكل قوة اقتصادية ثقيلة في العالم لكننا بالمقابل ما زلنا نرزح تحت إشكاليات حول قضايا المرأة في حقوقها كالتعليم والعمل والزواج وهي إشكالات اجتماعية تعطل الفرد عن المشاركة التنموية سواء كان رجلا أو امرأة إذ لا يمكن فصل المرأة عن المجتمع.
عندما يكون هناك هيئة أو منظمة للمرأة فهذا يعني أن تتحد مع الهيئات والمؤسسات الإعلامية للعمل على منع الظلم تجاه المرأة وتسليط الضوء على قضاياها بحس واع وليس كيفما اتفق.
وحتى لا نقرأ أو نسمع أو نشاهد مواد إعلامية لصحافيين غير مدربين على التعاطي مع قضايا المرأة فهم حين ينشرون موادهم يساهمون من حيث لا يدركون بالرجوع إلى الخلف في مسألة دعم وتمكين المرأة.
لا حل لهذه الإشكاليات في مجتمعنا حول قضايا المرأة إلا بتكاتف النساء والرجال ممن لديهم الوعي بقضايا المرأة والتأهيل الإعلامي الكافي لبدء مرحلة جديدة تستند على استراتيجية علمية ذات رؤية متزنة لمستقبل المرأة.
nahedsb@hotmail.com