خلال ثلاث سنوات من حصر ردود القراء على المنشود لاحظت في الآونة الأخيرة تغييراً في نمط الردود والتعليقات؛ حيث كان بعضها سابقاً بلا هدف، وتحمل تسفيهاً للفكرة وتقليلاً من شخصية الكاتب والسخرية به، كما كان قليل منها يحوي ألفاظاً جارحة، قد تخرج عن حدود اللياقة، ولاسيما تلك التي تصلني عبر الإيميل، ولا تجيز الجريدة نشرها، بينما الآن أصبحت تتميز بارتقاء الردود ومناقشة الفكرة رفضاً أو قبولاً بعيداً عن الشخوص، وهو ما كنت أنادي به لمزيد من الحوار والخروج بأفكار متعددة، يستفيد منها القارئ.
والحق أنني أشيد بهذا التغيير الذي يدعو إلى التفاؤل، ويستدعي المزيد من طرح الرؤى والتطلعات.
* عبر مقال (أمراء المناطق وتقنين وقت حفلات الزواج) يرى الزميل محمد العرفج أن ذوي العروسين يحرصون على شكل القاعة وحضور الضيوف، ويهملون وضع العروسين، وكأن الفرح لأولئك الضيوف! والتأخير لساعات الصباح الأولى ليس له علاقة إطلاقاً بأن تغمر الفرحة الجميع.
ويرى ضرورة وجود العروسين بعد صلاة العشاء مباشرة، ويهيب بملاك القاعات التعاون وفرض وقت نهاية الحفل بإطفاء الأنوار تدريجياً عند الواحدة ليلاً. ولو فعلوا ذلك يا محمد لكسدت تجارتهم!
وتتمنى القارئة هند الجربوع انتهاء هذه الظاهرة التي لا تفيد العروسين، إضافة إلى تقليل التكاليف، وتنادي بضبط الأمور نظامياً.
* في مقال (اخرج من عباءتي)!! يرى القارئ المثقف أسير الاستبداد أنه (مقال ثورجي جميل)، وهو الوجه المؤنث لمسلسل (لن أعيش في جلباب أبي)، وأن التمرد الناعم مطلوب، ولا شيء غير النعومة، فهو الحافظ للحقوق والكرامة، كما أمر الشرع، والخروج من الاستبداد هو الحرية التي ينشدها الناس، باستثناء من عنده مرض التبعية.
وأنا أقول: أنت مثال لمتنفِّس الحرية طالما تملك هذا الفكر الحر! ويسخر القارئ خالد البدراني بمن يرغب في رؤية سلالته امتداداً له، وغيره من يود أن يضع نفسه امتداداً لسلفه بالشكليات والأطباع كالأب أو الشيخ أو حتى المدير! ولا بأس في ذلك، ولكن المصيبة التبعية الفكرية حتى وإن كان السلف رائداً فكرياً حين تكون التبعية محبة له وتقليداً، لا إدراكاً لمحتوى فكره النير.
* في مقال (فحص ما قبل الزواج)!! ذكرت والدة لفتاتين انفصلتا عن زوجيهما في فترة وجيزة؛ لأن أحدهما يعاقر الخمر ويتعاطى المخدرات، بالرغم من أنه ابن الجيران، ومعروف لديهم باستقامته ومشهود له بالثقة! والآخر مريض نفسي بالشك وانفصام الشخصية، وتصرفاته غير طبيعية.
تقول بأسى: (وكوني أُمًّا تجرعت المرارة، أطالب - ومثلي كثيرات - بأن يدرج تحليل مستوى الكحول والمخدرات من ضمن التحاليل الرسمية, وكذلك الإلزام بعرض المخطوبين على أطباء نفسيين ومستشاري أسرة لمقابلة الطرفَيْن، كل على حدة، وتقييم حالتيهما النفسيتين، ومدى ملائمتهما للزواج وتكوين أسرة مستقرة).
ولا شك أن الوقاية دوماً أفضل من العلاج، وأحياناً حتى العلاج لا يجدي!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny