سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد المالك رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
يسرني ومن خلال هذه الصحيفة العزيزة أن أضع موضوعاً له أهمية كبيرة في مجتمعنا وقد طرح كثيراً ولكن وددت أن يشاركني القارئ العزيز وجميع من تقع عليه المسؤولية بالرأي والأفكار المفيدة وفي هذا التوقيت بالذات لمعالجة موضوع (ضحايا الطلاق) وما ينتج عنه من آثار سلبية (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) هذا الطلاق الذي أصبح من الظواهر الاجتماعية الملفتة في مجتمعنا المحافظ حيث أشارت العديد من الدراسات إلى تزايد نسبة الطلاق بشكل مخيف وهذا بلا شك يفكك الأسرة ويشتتها، فأجد مناقشة هذا الموضوع له أهمية كبيرة خصوصاً ونحن مع بداية هذه الإجازة والتي يميزها إقامة مناسبات الزواج والأفراح الجميلة وأتمنى أن نساهم جميعاً في نشر ثقافة التوعية ومبدأ التسامح وتحكيم العقل في كل أمورنا وأن لا نرى بعد هذه الأفراح ما يعكر صفوها وأن نقوم بمراجعة النفس والتحلي بالصبر وتقبل الآخر وإدراك ما يترتب على انفصال هذه العلاقة الحميمة والتي تؤدي إلى التفكك الأسري والاجتماعي، حيث أصبحت هذه المشكلة الاجتماعية تهدد التركيبة الاجتماعية لهذا المجتمع العزيز.
ولعلنا نحاول إلقاء بعض الضوء على مسببات هذه الظاهرة وهي كثيرة ولكن نختصر قدر الإمكان ونذكر أهمها وهي كما يلي:
1 - عدم القيام بالمسؤوليات والمهام المشتركة وإدراك الواجبات.
2 - عدم وجود الحوار المستمر المبني على المصارحة والاحترام المتبادل.
3 - المبالغة في المهور وتكاليف الزواج.
4 - عدم التوافق بين الزوجين من كافة الجوانب وأهمها الاجتماعية والثقافية.
5 - الزواج المبكر.. نقص الخبرة وعدم النضج.
6 - فتح المجال لتدخل الآخرين وخاصة عائلة الزوجين.
7 - تعدد الزوجات.. حيث تتداخل الأدوار وتزيد الفجوة.
8 - التقنية.. الانفتاح على العالم الآخر بكل قنواته.
وكما نعلم بأن للطلاق آثاره السلبية الكبيرة على أطفالنا الأبرياء حيث أكدت الدراسات النفسية بأن نتائج هذه الحالات تعد كارثة حقيقية على الأطفال وهم من يدفع الضريبة ونجد الغالب منهم تصدر منهم تصرفات غريبة ويصبحوا أدوات للتشويه والعبث داخل هذا المجتمع ونتساءل دائماً هل نتركهم فريسة لمن يدير شبكات إجرامية؟ هل نتركهم يعبثون في ممتلكات هذا المجتمع؟ هل نقف عاجزين عن احتوائهم وتوجيههم التوجيه السليم؟ إنها تساؤلات كثيرة بحاجة إلى تدخل سريع من أصحاب القرار لاحتوائهم والاستفادة من قدراتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعنا بالفائدة وأتمنى أن تدعم المراكز الصيفية بالكفاءات المؤهلة وبالإمكانيات اللازمة لتصبح عناصر جذب جميلة، فوجود فلذات أكبادنا بهذا الشكل يعد خللا في بنية المجتمع، والمسؤولية لا تقع على جهة معينة بل الجميع مطالب بأن يساهم في إيجاد الحلول المناسبة التي تساهم في اكتشاف مكامن الخلل ونسعى بكافة الطرق السلمية لمعالجتها مع الحفاظ على هوية مجتمعنا الإسلامي المترابط، أتمنى أن تتدخل وزارة الشؤون الاجتماعية وتقوم بدراسة هذه الحالات وتعمل على عقد ورش العمل والبحوث ومعرفة الأسباب وإيجاد الحلول الملائمة بالتعاون مع الجامعات والمراكز المتخصصة وكذلك نضع ضمن برامجنا في مهرجاناتنا الصيفية برامج تثقيفية وتوعوية لجميع فئات مجتمعنا الغالي فالأدوار مترابطة وبحاجة إلى تنسيق لتؤدي دورها المطلوب فالجمعيات الخيرية وأئمة المساجد ومن يشرفون على أجهزة القضاء ووسائل الإعلام بكافة تخصصاتها مطالبة بنشر التوعية وعقد الدورات التثقيفية لنساهم جميعاً بالقضاء على مسببات الطلاق وما يترتب عليه.
علي بن عوض با خريصة - أمين عام المجلس البلدي بحائل