قرأت ما كتبه الأخ يوسف المحيميد في عموده نزهات في عدد الجزيرة ليوم الأحد 29-6-1433هـ بعنوان: «انتظر.. أنا أيضاً انتظر!»
كان كاتبنا يسأل نفسه وهو في حالة استغراب من أن كل شيء تحول أمامه في الحياة إلى انتظار في انتظار من زحام في الشارع وفي المدارس وعند كل دائرة تقريباً حتى في خدمات الصحة وحتى في البنوك ثم خلص إلى أن الانتظار يقصر ويطول حسب بيروقراطية وهنا أتساءل: هل حتى الانتظار فيه بيروقراطية هو كله انتظار يعني تضرر صاحبه.
وتحدث يوسف أيضاً عن كل شيء يهم الناس في هذه الحياة ومعاناتهم من الانتظار هذا الأخطبوط الذي يطاردنا في كل مكان حتى في المكان الفسيح لابد أن ننتظر وفي حال توفر الأسرة للمرضى لابد أن ينتظر هل الانتظار هو السبب أم نحن السبب. أسئلة كثيرة طرحها الكاتب وهو في ألم وحرج. ولعل أجمل ما حاول فيه الكاتب أن يبحث عن سبب لهذا الانتظار أن يتوقع أننا نتكاثر بشكل عجيب فهذا هو ما سبب الضغط على كل شيء حتى يكون الانتظار سمة من سماتنا ورغم ذلك لا تستطيع أي قوة أو إمكانية لملاحقة هذا التكاثر أو الزيادة في المواليد ورغم أنك تستطيع حشر هؤلاء في غرفة لكن المشكلة بعد أن يكبروا فيحتاج كل واحد منهم مقعدا في الجامعة ووظيفة وسكنا وسريرا في المستشفى لأن الأمراض والسمنة حتماً ستلاحقه في آخر المطاف.
وأنا أقول يا عزيزي يوسف لا تشغل بالك وترهق أعصابك لأني أعتقد أن تساؤلاتك مشروعة وملفوفة بالحزن والهم والتشاؤم كيف المخرج وأنت تسلم بالفشل أمام هذا التكاثر ولأننا نعمل وفق آلية الربكة والعجلة ولم نحقق ما نحتاجه فلا غرابة في ذلك.
أقول بقي أن نجرب دموعنا لعلها تستنهض همومنا أو تغسلها ويجب ألا نيأس فننتظر إنجازا قد تتفتق به معاناتنا خير من ألا ننتظر شيئاً.
أحياناً الحقيقة التقليدية مهما كانت قاسية ومؤلمة لا تنجب حلا لمعاناة واقعة لكن تحريك القوة الكافية وأعمالها معنويا قد تساعد لنشمر عن سواعدنا فنوجد حلا لكل شيء ولذلك أقول للأسئلة التي طرحتها جدوى ستجد الحل ولكنه ليس في يوم وليلة فالحل يحتاج لحمل ثم وضع ثم رضاعة فيشب الحل ويكبر ويحقق التمنيات كثير من المتشائمين الذين قد يطرحون أسئلة متشائمة هم من يرى الوضع كالصخر الصلد لا يمكن تكسيره أو تفتيته وأقول بسواعد من لديهم قوة إذابة الصخر ستكون الإجابة على أسئلتك مفرحة ومتفائلة وسيتحقق كل ما تصبو إليه فانتظر وابتسم ولا تطرح أسئلة أكثر مما طرحت.
محمد المسفر - شقراء