ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 30/06/2012/2012 Issue 14520 14520 السبت 10 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نستكمل عبر هذه السطور حديثنا عن التخاطر أو التليباث (Telepath)، الذي تناولناه في المقال السابق، وسنحاول من خلالها تقديم بعض الشواهد التي تؤكد وجود هذه الظاهرة، حيث يسعى الباحثون في هذه الجوانب إلى إثباتها، لكن الواقع المادي الذي يعيشه إنسان هذا العصر ونتيجة للتطورات العلمية الحديثة والابتكارات البشرية ضعفت قدرة الإنسان بصورة أفقدته القدرة على الاتصال العقلي والروحي بالكيفية التي كان عليها عن ذي قبل، وأصبح التخاطر ظاهرة نراها بصورة عارضة لبعض البشر، ونعدها من الخوارق.

طبعاً مجال البحث في هذه الأمور كبير، وهناك كثير من العلماء المسلمين على وجه الخصوص من يعدونه نوعاً من البحث في مجالات الشعوذة والسحر والخزعبلات، التي لا يقرها ديننا الإسلامي الحنيف، لكن بعض الباحثين في مجال التخاطر من العرب من استشهد بالقدرات الخارقة لدى بعض الصالحين، من الصحابة والصديقين، ومثال ذلك قصة سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما كان يخطب الجمعة بالمصلين من صحابة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وفجأة قطع الخطبة وأصبح ينادي ويقول «الجبل، الجبل يا سارية»، وكان قد أرسل جيشاً يقاتل المشركين، كان على رأسه قائد يسمى (سارية) الذي كان يقاتل متحصناً بجبل، خشية أن يلتف الأعداء من خلفه، وعندما أحسّ الأعداء أنهم لا يمكنهم مقاتلة سارية دبروا خطة بأن يتراجعوا من أمام المسلمين حتى يظنوا أنهم انهزموا فيتبعهم المسلمون في مطاردة تبعدهم عن الجبل، ثم يطبقوا عليهم من خلفهم، ولم يكن سارية على دراية بخطة أعدائه، وكاد يقع في مخططهم، ولكن عندما همّ بمطاردة الأعداء سمع صوت عمر في المعركة يأمره بالالتزام بالجبل، وعندما سأل الصحابة ـ رضوان الله عليهم - أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن الأمر فيما بعد أكد لهم أنه تصور له «سارية» وهو في المعركة، وكان يطلب من سارية الالتجاء للجبل. هذه الرواية التي صححها الألباني هي حادثة تخاطر ـ بلا شك ـ كذلك ما يحصل لدى الأمهات على سبيل المثال، عندما يتعرض ابنها لخطر، وتشعر في الأثناء نفسها بوخزة في قلبها ثم تصرخ «ابني، ابني»، ويتضح فيما بعد أنه تعرض لحادث ما في الأثناء نفسها.

وهناك دراسات حديثة قدمت في الغرب، عندما قاموا بالتطبيق الميداني على حالات لأشخاص واجهوا الموت بشكل مباشر، منهم أشخاص تعرضوا للسقوط من أدوار مرتفعة، وآخرون تعرضوا لحوادث سيارات مميتة، وكان السؤال الذي طرح عليهم «ماذا تذكرتم في اللحظات الأخيرة قبل تعرضكم لإغماء تام؟»، واتضح أن عدداً منهم تذكروا أو جاءهم خاطر في أذهانهم لأصدقاء أو أقرباء لهم، أو أشخاص أعزاء عليهم، وعندما تم سؤال أولئك الأشخاص أكدوا بالفعل أن تلك الرسالة وصلت إليهم، وأنه تبادر إلى شعورهم وجود خطر يتعرض إليه الذين خضعوا للتجربة.

هذا الموضوع يطول، ويحتاج إلى الكثير من التوسع؛ حيث يمكن لأي قارئ أن يتوسع في هذا الأمر عبر الاطلاع على الأبحاث التي قُدّمت حول موضوع التخاطر، وهي كثيرة.

Kald_2345@hotmail.com
 

التخاطر والاستبصار.. شعوذة أم حقيقة علمية؟ (2-2)
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة