فاصلة:
((نحتاج للحياة إلى قليل من الحياة، وللعمل نحتاج إلى الكثير من الحياة))
- حكمة فرنسية -
لا أعرف لماذا حين أفكر في دوام الموظفات في رمضان أتذكر كيف يهتم الغرب في توفير بيئة حسنة للنساء العاملات لأن راحتهن تنعكس على الأسرة بينما نحن ندفع المرأة للعمل دون أي مراعاة لمسؤولياتها الأسرية وكأننا ندفعها للملل والاعتراف بعجزها عن القيام بمسؤولياتها الأسرية إلى جانب مشاركتها تنمية المجتمع.
إذا كان دوام الموظفات في رمضان ينتهي الساعة الثالثة عصرا فكيف للمرأة العاملة أن لا تعيش الضغط النفسي بين عملها ومتطلبات الأسرة؟
في رمضان واستجابة لعادات غذائية ونظام حياة فوضوي بعيدا عن روحانية هذا الشهر مثل موائد الإفطار الكثيرة وسهر الأطفال والشباب حتى الصباح يأتي الدوام الطويل والذي يبدأ متأخرا وينتهي متأخرا ليساهم في إرباك جدول الأمهات العاملات.
الدول التي جوارنا بعضها يبدأ الدوام باكرا منذ الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة ولعلها فكرة جيدة لو بدأت الموظفات دوامهن في الثامنة وحتى الظهر.
لنكن واقعيين في تفكيرنا ونضع أنفسنا مكان الموظفة الأم في جدول مضغوط من اللهاث اليومي يبدأ بالعمل في الوظيفة ومرورا بالتزاماتها مع أسرتها وانتهاء بمسؤوليتها أمام الله في شهر كريم يحتاج فيه الإنسان إلى الوقت ليغتنم فوائده.
إن تحسين بيئة عمل المرأة وتوفير سبل الراحة لها لتعمل ليس تكرما من المجتمع بل هي من حقوقها التي لا بد أن تنتزعها منه.
ستسألون عن الموظف والأبناء وسأجيب إذا كانوا لا يعودون إلى المنزل ليجدوا حرية خالصة في توزيع ساعات يومهم كما يشاؤون يمكن حينها أن نتحدث عن معاناتهم.
nahedsb@hotmail.com