|
كثير منا يذكر قصة «أليس» ورحلتها في بلاد العجائب التي عشنا أحداثها مع بطلتها ونحن صغار، لكن الكثير منا أيضاً لم يدرك المغزى منها، واعتبرها مجرد قصة لتسلية الأطفال، حتى جاء كتاب «لا تشبه أحدا سواك» للإعلامي سعد محمد الحمودي ليؤكد أن قصة «أليس» لا تختلف كثيراً عن قصة أي واحد منا، فجميعنا نسير في هذه الحياة وبين الفينة والأخرى نقف على مفترق طرق، فإذا لم نكن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، فكل الطرق ستذهب بنا إلى ما لا نريد.
والكتاب بهذا المنطق يرشد القارئ إلى كيفية تحقيق ذاته، وكذلك كيفية بناء أهدافه بالحياة، مؤكداً على المفهوم العميق المتمثل في حسن الظن بالله، وهو ما اصطلح البعض على تسميته بقانون الجذب، ثم يتحدث عن كيف ينظم ويخصص الإنسان وقته، ليحقق التوازن في حياته لتكون عجلة الحياة سليمة، وتسير بشكل سلس.
يحتوي الكتاب على ستة فصول متسلسلة ومترابطة بأفكارها، وهي في مجملها مفاتيح أساسية للنجاح تقود الإنسان ليتعرف على ذاته، ويضعها على الطريق الذي يوصلها إلى التميز، ويحاول المؤلف من خلالها توجيه رسالة واضحة وصريحة مفادها «كن أنت» ولا أحد غيرك.
وكل شيء في الكتاب بدءًا بالعنوان وانتهاءً بالمحتوى يدل بشكل مباشر على تلك الرسالة، حيث وجد المؤلف أن مشكلة بعض الأشخاص وسبب تخبطهم وضياعهم في أزقة الحياة تكمن في سعيهم ليكونوا أناسا آخرين غير ما هم عليه فعلاً، فتجدهم يحاكون ويقلدون الآخرين في حركاتهم وسكَناتهم بشكل مبالغ فيه، ما يجعلهم يفقدون هويتهم الحقيقية ومسارهم الذي خلقوا من أجله.
ومن خلال الإبحار في الفصول الستة يدرك المتابع كم هو كتاب مميز بعنوانه وتصميمه ومحتواه حيث التحليق بالقارئ داخل أرجاء ذاته، عله يتلمس العديد من المواضع التي غفل عنها في زحمة الحياة، وانشغاله بالعيش في حياة الآخرين، والكتاب متوفر في المكتبات الكبرى في السعودية والإمارات.