هل حاول الرئيس أوباما أن يـُقنع نظيره الروسي بوتين، إبان اجتماعهما، الذي دام لساعتين، في المكسيك، بتفادي التجربة الليبية، والذهاب إلى عدم معارضة روسيا لقرار يصدر عن مجلس الأمن، تحت الفصل السابع، يفرض على بشار الأسد التنحّي، بلا شروط؟.

وإلاّ، ماذا يُمكن للعالم أن يفعل كي يوقف مجازر الإبادة الجماعية، والاغتصاب، والذبح بالسكاكين؟.

لا أحد في سورية، حتى الأطفال، يُمكنه النجاة من القتل المسعور، الذي يُمارسه النظام الأسدي، المُستعد لفعل كل شيء، وأي شيء، من أجل الحفاظ على بقائه.

الأنظمة الأمنية المتوحشة لا تسقط، عادة، إلا عندما تفقد دعمها الخارجي.

إن سقوط جدار برلين لم يكن مؤشرا لتحرير أوروبا الشرقية من هيمنة موسكو، وإنما كان مقدمة طبيعية لسقوط الإتحاد السوفياتي نفسه بعد سنتين.

لا شك أن سقوط نظام بشار الأسد هو نذير شؤم لإيران، التي يُمثل تحالفها مع النظام الأسدي حجر الأساس لنفوذها في المنطقة، وبداية هيمنتها عليها، الذي يشمل حلفاء آخرين مثل حزب الله في لبنان، ونظام نوري المالكي في العراق.

في الوقت نفسه، تُمارس إيران ضغوط نفوذ هائلة على أفغانستان شرقا، وتعمل على ترسيخ وزيادة نفوذها في العراق غربا، كما تعمل على توسيع نفوذها في أمريكا اللاتينية.

رغم ذلك كله، يبقى النظام الأسدي هو الأهم على جدول أعمال إيران التوسعية، فهو النظام « العربي « الوحيد المتحالف مع طهران.

إن رحيل نظام بشار الأسد سيشلّ الذراعين اليمنى واليسرى لملالي طهران في المنطقة العربية، ويقطع الطريق عليهم نحو البحر الأبيض المتوسط، ويُعيد سورية إلى طبيعتها، وإلى الحضن العربي الآمن.وسيتلاشى عنفوان النفوذ الإيراني في العراق. ومن الطبيعي أن يأتي بعد ذلك دور حزب الله في لبنان.

قد يُشكل ما حدث لطغاة آخرين في العالم، من أمثال (سلوبودان ميلوسوفيتش) في صربيا، و(جان - كلود دوفالييه) في هايتي، ومعمر القذافي في ليبيا، إنموذجا صارخا للمصير الذي ينتظر بشار الأسد.

ظَهْرُ بشار الأسد، في الداخل السوري، لا يستند إلى غير حائط هشّ يكاد يسقط عليه، في خضمّ مجابهته الوحشية للاحتجاجات الشعبية المتصاعدة، مع ضغوط دولية متزايدة.

في هكذا أوضاع ربما يضطر الأسد للذهاب إلى جنونه الهستيري باستخدام أسلحته الكيميائية والبيولوجية ضد شعبه الثائر، إنقاذا لنظامه.

مراقبون ألمان يتحدثون، منذ أيام، عن تدريبات عسكرية، في كل من حلب وحمص ودمشق، على حرب كيميائية وبيولوجية..

بشار الأسد يتّبع سياسة «أنا ومن بعدي الطوفان»، وسيلجأ، قريبا، بعد فشل خطاب المماحكة السياسية، مع نفسه ومع المجتمع الدولي، إلى فعل..جنوني.

ألم تقل الإدارة الأمريكية، منذ بداية الثورة السورية، إن التدخل الأمريكي المباشر ضد نظام الأسد، مرهون بـ:

1 - استخدام النظام الأسدي للأسلحة الكيميائية والبيولوجية ضد الشعب السوري،

2 - أو حصول تطور دراماتيكي على جبهة الجولان المحتل.