حضور لافت آخر للمملكة، ممثلة في وزارة التعليم العالي في سيؤول العاصمة الكورية، وفي معرض الكتاب الدولي الذي انعقد من العشرين إلى الرابع والعشرين من يونيو في معرض كويكس العالمي في منطقة كانغنام بحي سامسونج، حيث تحضر المملكة للمرة الخامسة ضيف شرف في معارض دولية؛ ما يؤكد المكانة الثقافية الكبيرة التي تحتلها المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً ترجمة لما تحقق من تقدم ثقافي وعلمي وفكري.

وقد رعى معالي نائب وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف نيابة عن وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري جناح المملكة العربية السعودية، وشارك في حضور الندوات وفي وسائل الإعلام المحلية والكورية التي اهتمت بالمشاركة السعودية، كما حضر معاليه عدداً من الفعاليات والمناسبات التي كانت على هامش المناسبة، وقد رعى كذلك الأسبوع الثقافي السعودي الذي ينعقد في مركز الفنون الكوري في منطقة سوها بحي جونغ، والذي اشتمل على لوحات فنية وصور فوتوغرافية وأخرى للخط العربي ومحاضرات متنوعة.

وتركت هذه المشاركة المتميزة لوزارة التعليم العالي انطباعات إيجابية مهمة عن المملكة ومبدعيها، وكانت نجاحاً آخر ينضم إلى سجل النجاحات والمشاركات المميزة التي سبقتها؛ حيث تنوعت ما بين إصدارات، ضمها جناح المملكة وندوات ثقافية وفكرية، شارك فيها عدد من الباحثين والأكاديميين، وكان أهمها محاضرة مهمة عن العلاقات السعودية الكورية خلال خمسين عاماً، تحدث فيها كل من سفير المملكة في كوريا ونظيره الكوري والأستاذ خالد المالك، الذي ضمت ورقته سيرة هذه العلاقات منذ أوائل الستينيات؛ حيث كانت سفارة المملكة في كوريا أول سفارة عربية هناك، مستعرضاً في ورقته أهم أوجه التعاون، ومستشهداً بمواقف ومقولات تعرف عليها الحاضرون للمرة الأولى.

ولا تقتصر معارض الكتب على كونها محال لبيع العناوين المختلفة بل من خلال حضوري أهمها ومتابعتي ما تقوم به وزارة التعليم العالي، بتكاتف مع جهات عدة، ألمس أنها تحولت لمناسبات لترجمة الفكر والأدب، وتجمع أصحاب الإبداع وتلاقح أفكارهم ومعارض للفنون التشكيلية ومنصات للندوات.

لم تغب وزارة الخارجية السعودية من خلال برنامجها المميز (منتديات حوار الشباب السعودي الدولية)، التي تأتي تجسيداً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في الدعوة للحوار بين أتباع الديانات والحضارات أملاً باستثمار حماس الشباب السعودي وإصراره على مواجهة التحديات وإتاحة الفرصة له للتواصل الحضاري مع شباب العالم وتفعيل دوره في نشر الصورة الإيجابية عن المملكة.

وقد حضر إلى كوريا الشباب السعوديون من كلا الجنسين للمشاركة في منتدى الشباب السعودي الكوري، الذين التقوا شباباً كوريين، تباحثوا معهم وتناقشوا وزاروا مواقع مختلفة في العاصمة الكورية سيئول، التي أولاها الدكتور أحمد السيف حضوره في مقر إقامتهم.

وإنه لن يفوتني أيها القارئ العزيز أن أعود إليك في مقال آخر لأخبرك عن هؤلاء الشباب ما رأيته ولمسته من خلال لقائي بهم وحضوري ورش الحوار التي يقيمونها مع نظرائهم في كوريا.

من آخر البحر

غازي القصيبي

هو الحضور إن غاب

صاحب الظل إن لاحت شمس الغروب

جسر من الأشواق

أبجدية من القصّ والشعر

هو الرجل الأسطورة

يغيب الزمان فيحضر

يضل المكان فيزهو بعطره الغياب

غازي هو.. حكاية حب

رجل جاء وذهب