أحرجت إدارة الهلال نفسها بتأخر التعاقد مع مدرب، ووجدت فجأة أنها تحت ضغط لم تحسب له حساباً، ووقعت أيضاً في حرج مع أعضاء شرف النادي ومشجعيه وهي تعجز عن حسم الأمور التدريبية، رغم أنها تعلم بالظروف منذ وقت مبكر، وفي وقت تعيش فيه الفرق المنافسة استقراراً فنياً جيداً مما زاد من حجم الضغوطات الجماهير والأحاديث الإعلامية، في الأسابيع الماضية غلب الحديث عن مدرب الهلال المقبل عن ما سواه، صار هو المادة الدسمة التي تلوكها الألسن وتحفر بين جنباتها الأقلام، وعندما تقول الإدارة أنها فاوضت أكثر من 24 مدرباً بلا نتيجة فإنها تدين نفسها في وقت تبحث فيه عن صك براءة أمام عجزها عن حسم الأمور، ليس من المعقول أن تعجز عن الاتفاق مع مدرب من 24، إذا إن الأمر ربما يعطي عدة انطباعات ودلالات.
من الممكن أن يكون هناك تسويف في الأمور، ومن الممكن أيضاً أن يكون هناك ضعف من قبل المفاوض الهلالي، ربما تكون الإدارة قد انتدبت مفاوضين قليلو خبرة، أو أنها وضعت شروطا صعبة.. وربما تكون قد وضعت في ذهنها مدرباً معيناً، وتريد آخر تنطبق فيه جميع مواصفات ذلك المدرب، ومن المؤكد أنها لن تصل إليه ولو كلفت أفضل مفاوض في العالم!.
تأخر حسم التعاقد مع مدرب فتح على إدارة الهلال جبهات عدة أبرزها وأهمها جبهة أعضاء الشرف، ليس من السهل مرور حديث رجل مهم مثل صالح الصقري مرور الكرام وهو يتحدث للجزيرة أمس الأول، وربما يكون حديثه سابقة في تاريخ الهلال الذي يندر أن ينتقد فيه أعضاء الشرف عمل الإدارة في الإعلام.
يقول الصقري الذي عرف في وقت سابق بدعمه الكبير للنادي وكان من أوائل رجال الأعمال الذين أعلنت شركاتهم على قمصان الفريق: (مجرد أن تعلم أن الإدارة فاوضت 24 اسماً ولم يتوصلوا لحل معهم فإن المشكلة في الإدارة وليست في المدربين. لأنه ليس من المعقول أن 24 مدرباً يرفضون الحضور لأسباب تتعلق بهم.. لابد أن هناك ضعفاً في المفاوضات، وإشكاليات من هذا النوع).. الصقري لم يكتف بذلك بل طالب برحيل الإدارة وحدد أسباباً عدة لمطالبه منها عدم التعاقد مع مدرب، وعجزها عن التفاهم مع الفريدي، وتأخر التعاقد مع لاعبين أجانب!!.
عندما يتحدث عضو شرف وينتقد الإدارة على غير العادة وفي مخالفة للأعراف والتقاليد الإدارية في الهلال فإن هذا يعني أن هناك خلل ما، وأن ثمة أخطاء أخرجت أحد الشرفيين عن صمته، وربما يكون بداية لانفراط السبحة، وبدء الانتقاد العلني بعد أن كانت انتقادات الشرفيين وآرائهم تتم خلف الأبواب المغلقة، وفي الاجتماعات الخاصة، وهنا أعتقد أن على إدارة الهلال أن تعيد فتح ملفاتها من جديد، وأن تمد جسوراً للتعاون مع أعضاء الشرف وسماع آرائهم، وحثهم على الدعم في كل الأحوال، وهنا أعتقد أن التأخر في التعاقد مع مدرب ليس السبب الوحيد للنقد، ولكنه سبب أتاح فرصة لانتقاد الإدارة إلى درجة مطالبتها بالرحيل، ووصف أحوال النادي بالمتردية، والتأكيد على عدم ترشيحها في الجمعية العمومية المقبلة!.
أعرف ويعرف غيري حجم العمل الذي تقدمه إدارة نادي الهلال، وأعرف أنه لا يمكن مصادرة كل ما قامت به بسبب خطأ واحد، لكن المشكلة أن بعض الأخطاء لا تبرر، وبعض الأخطاء لا علاج لها، والفريق الهلالي هو من سيدفع الثمن في النهاية.
على كل حال.. ربما يكون الهلال قد حسم أمر التعاقد مع مدرب ساعة قراءة هذه الأسطر، وعندها ستكون مشكلة واحدة من المشاكل التي تواجه النادي قد حلت، وستبقى عدة مشاكل مثل اللاعبين الأجانب، والتجديد لبعض اللاعبين المحليين، وهي أمور تؤرق أنصار الهلال كثيراً، كما أنها ستكون اختباراً آخر للإدارة التي تحتاج إلى الكثير من الجهد في سبيل حل هذه الأمور، والكثير من دعم ووقفة أعضاء الشرف من أجل المساهمة في حلها.. لكي ينجح الهلال على إدارته أن تشرع أبوابها لشرفييه، تسمع منهم.. تناقشهم.. تأخذ رأيهم.. تطالب بدعمهم؛ ففي كل الأحوال قد ينجح الرأي الأوحد يوماً لكنه لن يكون كذلك دوماً.
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر