سيبقى للأمير نايف يرحمه الله حضور في حياتنا ونشاطنا اليومي، لسبب رئيس وهو أن التنمية الاقتصادية التي نعيشها وحالة الاستقرار التي نحن فيها، هي نتيجة حقيقية للأمن والأمان الناعم والإنساني الذي أراده الراحل الكبير للوطن والمواطن، ففي جميع المدن السعودية تكاد لا تلحظ كافة أفراد المؤسسات الأمنية بشكل مباشر، لكنها موجودة هدفها أمن واستقرار الوطن والمواطن، ولهذا صاغ الأمير نايف خلاصة جهده في بناء المؤسسة الأمنية على قاعدة فكرية وإنسانية وتنموية، من خلاله حققت المملكة استقرارا اقتصاديا وماليا.
لقد كان على اطلاع يومي ودقيق عما يحدث في بلدنا كيف تتحرك من يدخل إليها ومن يخرج ومن يعبث بالأمن ومن يعمل من أجل الأمن والاستقرار، ولأنه كان على اعتقاد صائب بأن هذا البلد تحرسه العناية الإلهية باعتبارها مستودعا للعدل والأمانة والخير، ولان فيها قادة مخلصين لدينهم ووطنهم ومليكهم، ولان فيها شعبا معلقة قلوبهم بالأيمان، فقد كان الأمير نايف يرحمه الله كثير الاطلاع على حاجات الناس وعلى مطالبهم ومظالم البعض منهم، وكان القائد الأمين في عمله المنصف لشعبه.
ولنايف أسلوب خاص يطغى عليه الإحساس الواعي بالمسؤولية، ودقة التشخيص والعلاج التربوي قبل اللجوء إلى القانون، وكان مع أن يصحح الأفراد مسارهم إن أخطأوا، ولكنه كان يقف إلى جانب كل صاحب حق مهما كانت مرتبته، وفي الشق الانساني كان الامير نايف يولي هذا الجانب اهتماما خاصا، ولا يرغب في ذكره، وأكاد أنتصب وبشموخ عال عندما حدثني أحد الأصدقاء كان شاهدا على حالات إنسانية لم تأخذ سوى فاكس، يقول كنا نرسل الفاكس لديوان ولي العهد أو لمكتب سمو الأمير نايف يرحمه الله ونحن لا نعرف أحد هناك، ويأتي الرد عاجلا بمعالجته والأمر بعلاجه على نفقته الخاصة.
ما وددت ان الفت الانتباه اليه، ان كثيرا من الاعمال الانسانية لها قيمتها، ولها قيمة ايجابية واقتصادية بالمفهوم الامني والمفهوم التعاوني، وهي ترجمة حقيقية لمفهوم التراحم الانساني، فجهوده رحمه الله في حفظ الأمن والتصدي للإرهاب وتحصين منابع النفط، وقطاعات الاقتصاد المستهدفة من قبل الإرهابيين وشن حرب على المخدرات التي أسهمت في تحقيق حماية وحصانة لشباب وشابات الوطن، ونجح في إرساء قواعد الأمن والأمان التي تعد الدعامة الأولى للنجاحات الاقتصادية والتي أسهمت في جذب وتدفق العديد من الاستثمارات الاجنبية للمملكة، وأنعشت الاقتصاد السعودي.
فالأمن مرتبط بالاقتصاد بشكل مباشر، وكلما كان البلد آمنا مستقرا كلما كان جاذبا للاستثمارات وهذا ما ركز عليه الأمير نايف رحمه الله من خلال الحفاظ على مقدرات البلاد وعدم تمكين المخربين من العبث باستقراره، واصبح لسموه دور كبير في استقرار الاقتصاد الوطني بدعمه لصندوق تنمية الموارد البشرية لتوطين الوظائف، وضرورة توفير فرص العمل للمواطنين والمواطنات ولعل جائزة سموه للسعودة واحدة من إسهاماته في هذا المجال، كما ان اهتمامه ببرامج التدريب المهنية المنتهية بالتوظيف، وحث القطاع الخاص ليكون شريكا استراتيجيا في قضايا التدريب والتوظيف، ودعم اصلاحيات السجون بـ 36 معهدا صناعيا تعمل من داخل السجون لمساعدة السجناء على العمل، مما ساعد على حل كثير من المشكلات الداخلية، نسأل الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه خير الجزاء على ما قام به من أعمال صالحة للوطن والمواطن، وأن يمنّ على الجميع بالصبر والسلوان.
Ahmed9674@hotmail.comمستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية