كنت في إحدى الديوانيات الثقافية في مدينة الخُبر حين سألني أحد المهتمين بقطاع الطاقة عن دور ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - في نمو وازدهار قطاع النفط السعودي. الحقيقة أن دور الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - في نمو وازدهار قطاع النفط السعودي - بل قطاع الطاقة العالمي - كان دوراً إستراتيجياً ومهماً تمثَّل في دعم أهم إستراتيجية تتبناها الخطة الوطنية للنفط والغاز في المملكة العربية السعودية وتتبناها أيضاً منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ألا وهي إستراتيجية أمن إمدادات الطاقة والنفط.
إن جهود الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - كوزير للداخلية كانت جهوداً جبارة وضخمة وفعالة خصوصاً في حماية المنشآت النفطية سواءً كانت حقول البترول والغاز أو أنابيب النفط والغاز أو معامل فرز الغاز عن البترول أو معامل تجميع النفط والغاز أو معامل استخلاص الشوائب والمكثفات من الغاز أو منشآت تصدير النفط أو منشآت التخزين الإستراتيجي للنفط ومنتجاته أو حتى معامل البتروكيميائيات المنتشرة - بفضل الله - في ربوع المملكة العربية السعودية.
لقد كان من أهم إنجازات الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - كوزير للداخلية إنشاء قطاع أمن المنشآت الذي كُلف بحماية المنشآت الإستراتيجية والحيوية في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتها المنشآت النفطية التي يعتمد عليها اقتصاد المملكة والاقتصاد العالمي بشكل رئيس.
كلنا يذكر الأحداث المؤلمة والمأساوية الفاشلة التي كان يخطط لها الإرهاب من خلال استهداف المنشآت النفطية، وكلنا يذكر جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - في القضاء على هذا الفكر الهدّام، وما أحداث محاولة تفجير معامل أبقيق الفاشلة منا ببعيد.. فتصوروا أعزائي القراء حال اقتصاد المملكة العربية السعودية وحال الاقتصاد العالمي - لو لا قدر الله - نجح هذا المخطط الهدّام؟ كما أن الاستقرار الأمني في المملكة العربية السعودية شجع الكثير من الشركات العالمية للاستثمار خصوصاً في قطاع النفط والغاز الحيوي مما كان له تأثير إيجابي على اقتصاد المملكة العربية السعودية
والمساهمة في حل مشكلة البطالة.
إن جهود الأمير نايف - رحمه الله - في ضمان إمدادات الطاقة واستمرار عمليات تصدير البترول السعودي الداعم للاقتصاد العالمي تُعتبر جهوداً مهمة وإستراتيجية وفعّالة وتمثل جهود الجندي المجهول الذي يقوم بالمهمة بدون أن يذكره أحد.
هذه الجهود - غير المباشرة - أثّرت بشكل مباشر وإيجابي على استقرار أسواق النفط العالمية واستقرار أسعار البترول والحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي، كما أنها جعلت المملكة العربية السعودية تحتل مكانة رفيعة كأكبر مصدر بترول يُعتمد عليه من قِبل دول العالم.. فرحمَ الله الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وأثابه الله على كل ما قدمه لهذه البلاد المباركة.. وأُنهي هذا المقال القصير بإرسال تعازيَّ وتعازي جميع مهندسي البترول السعوديين لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين وأبناء وبنات فقيد هذه الأمة وجميع أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الأبي الذي سطّر لوحة تلاحم هذه الأمة والتفافها حول أولياء أمورها، سائلاً الله العزيز القدير أن يحمي هذه البلاد من كل مكروه ويبارك فيها، ويوفق ولاة أمورها لما فيه خير البلاد والعباد.. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.
www.saudienergy.net