لقد خلقت الحياة وفق نظام مسير لا يحيد عن مساره بدءا من أصغر ذرة في تكوين الأرض وانتهاء بالنظام الكوني الخارجي. وبالتالي فمن المفروض أن يكون الإنسان أكبر مثال على تسيير هذا النظام..

ونظرا لما يجوب آفاق مجتمعنا من تخبط أخل باتجاه عقارب الساعة في حياتنا وعندما ننظر إلى الحياة التي نعيشها نلحظ تباعدا شديدا بين العقل وطريقة استخدامه مع الطاقة المعرفية التي تطورت تطورا رهيبا ومتسارعا، وبالتالي لو عدنا إلى أطروحات بياجيه التي أظنها ومن منطلق ما أراه هي الحقيقة الفعلية لما يحصل الآن.

ليس ما نريده هو الخنوع والوقوع تحت تأثير المخزون القديم من دون تغيير نود تغييرا وفق شريعة الله، ولسنا نريد أن ننظر لغيرنا كأننا ركبانا وهم على صواريخ نفاثة. والتغيير واجب وحتمي لما في الطبيعة ولا يمكن لعاقل أن يقيد ما يتغير ويغير ما يجمد.

أصبحنا في وضعية لا بد من الوقوف عليها بكل صدق، ولا بد أن تحتم علينا أن نعيد العقارب لتسير وفق مجرى الحياة الطبيعي وأن نعيد للعقل وظيفته الطبيعية وهي التفكير الصحيح.

ومما قرأت قريبا وشعرت بأننا فعلا في لحظة عكس عقارب الساعة ما تداولته مواقع الشبكة العنكبوتية من خروج بيان يشجب ويستنكر على ما أسموه موجة الإلحاد في مدينة جدة وكأنهم يتحدثون عن بؤرة من بؤر اليهود. لماذا هذا الإجحاف في حق وطنهم وشعبهم وإسقاط أحكام من خلف شاشات الحاسوب دون أدنى وعي منهم بما يقولونه بأن الطعن في الوطن ينشأ من تبني مقاعد الاتهام وإلقاء الحكم على حيثيات غير واضحة المعالم. أليس الأجدر أن نرى هذا البيان العظيم على زمرة أولئك الإرهابيين الذين هم الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء أليس الأجدر أن نرى منهم مبادرات تذيب كل الصعاب أمام عوائق التفكير التي يتقنصها الكثير منهم، أليس من الطبيعي والمفترض أن نبدع في تفكيرنا وننحني إجلالا لخالق هذا الكون ولما وجدنا له من خلافة الأرض وإعمارها. كلنا على نفس تلك السفينة ولو كان كل من بالسفينة يعترض ويردد مبرراته دون عمل يوجب التقدم وتفكير يوجب الإبداع لأصبحنا نقود دفة السفينة إلى مثلث برمودا.

ما هكذا تؤكل الكتف كما يقول المثل الدارج ولكن كيفما نفكر فنحن سنكون وكيفما نتقوقع فنحن في جنون.

إن الخصال التي تجعل الشخص ناجحا ومبدعا هي الجرأة على التفكير والجرأة على العمل والجرأة على توقع الفشل. لذا أعيدوا ضبط الساعة وارحموا عقارب الساعة التي ظلت معكوسة فترة طويلة.