|
رفحاء - جدة: هاتفياً - لقاء: منيف خضير
في خضم أحزانه، وبينما هو يؤدي واجب العزاء، لم يُنسه الواجب والوفاء أن يخص «الجزيرة» بهذا الحوار السريع ليرد الوفاء بالوفاء.. الشيخ متعب بن نايف بن هباس (أحد شيوخ شمل قبيلة شمر والمرافق الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله -)، كان بمعية سموه - رحمه الله - في رحلته الأخيرة لإجراء الفحوصات الطبية في جنيف، ورافق جثمان فقيد الوطن في الطائرة الخاصة، فإلى البداية:
بمشاعر يسيطر عليها الحزن والأسى، تحدث الشيخ متعب بن نايف بن هباس المرافق الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - قائلاً: إنا لله وإنا إليه لراجعون.. الفقد عظيم والحزن شمل أرجاء الوطن، يا سيدي نحن بهذا المصاب الجلل نُعزي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز وأبناء الفقيد الأمير سعود بن نايف والأمير محمد بن نايف والأمير نواف بن نايف والأمير فهد بن نايف وأحفاد الفقيد الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وإخوانه والأمير تركي بن محمد بن فهد وإخوانه.
أكثر من ربع قرن بمعية سموه
وعن بداية العلاقة بسموه - يرحمه الله - قال الشيخ متعب بن نايف بن هباس: منذ أكثر من ربع قرن (25) عاماً وأنا مرافق لسموه - رحمه الله - في رحلاته الداخلية والخارجية سواء للعمل أو رحلات الصيد والقنص.. وعن أكثر ما شغل اهتمامات سموه في رحلته العلاجية الأخيرة أضاف ابن هباس قائلاً: عندما كنا مع سموه - رحمه الله - في جنيف في رحلته الأخيرة للفحوصات الطبية المجدولة، كان - رحمه الله - دائماً يهتم بأمور الوطن وأمنه ويتابع الأحداث أولاً بأول، سواء عبر الصحافة المقروءة أو المرئية، وكذلك ما يرد لسموه من معاملات.. وفيما يخص أمن الوطن فهو يُعتبر صمام الأمان وقد حارب الفكر الضال وهزم القاعدة بسياسته الحكيمة وفكره السياسي العميق وجنّد رجال الوطن من مدنيين وعسكريين لخدمة الوطن الغالي للحفاظ على أمنه وكما تعلم كان سموه - رحمه الله - الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب فهو حريص ومهتم دائماً ومشغول الذهن في أمن دول الجوار.
السعودة هاجسه - رحمه الله -
وفيما يتعلق بدعم الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، والذي كان يرأس مجلس إدارته يقول الشيخ نايف بن متعب بن هباس: في مجلس سموه - رحمه الله - دائماً يهتم بأمور شباب الوطن وكيفية إيجاد فرص العمل ويحث الوزراء المختصين على سعودة الوظائف وكان آخر لقاء لسموه في جنيف مع نائب وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني وحثّه - رحمه الله - على سعودة الشركات والمؤسسات بأبناء الوطن، كذلك كان لقاؤه بمدير عام الصندوق إبراهيم المعيقل بهذا الشأن.
ومن جانب آخر إذا سمع أي نبأ أو خبر عن أي مشكلة لأي مواطن كان يتأكد من عدة مصادر حتى يتثبت - رحمه الله - من الخبر ومن ثم يصدر القرار المناسب لذلك.. أما من ناحية الأعمال الخيرية فكان - رحمه الله - لا يرغب الإعلان عنها وكان يعمل بصمت ويحتسب الأجر لوجه الله سبحانه وكذلك علاج المرضى والمواطنين وغيرهم على حسابه بصفة سرية فهو محب لفعل الخير.
خادم السنّة الشريفة
كان سموه - رحمه الله - نصير العلماء ورجال الدين ومحافظاً تماماً على العقيدة والسنّة النبوية وما جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، إلا دليل قاطع على هذا الاهتمام.. هذه الجائزة العالمية المباركة التي حققت - بفضل الله - نجاحاً تجاوز عمرها الزمني.. وأصبحت - بفضل الله - ثم بالدعم الكبير من راعيها جائزة لها قيمتها العلمية والعالمية وكان دائماً - رحمه الله - يشدد على احترام العلماء والمشايخ ويقدم لهم الدعم الكبير ويحرص على تطوير التعليم العالي والتنمية الاجتماعية في الوطن وكان سموه - رحمه الله رحمة واسعة - يستقبل الأمراء والمواطنين في مقر إقامته في جنيف وكان برفقته آخر الأيام أبناؤه - حفظهم الله -.. وفاءً ليس له مثيل.. وعن الوجه الآخر لسموه - يرحمه الله - يضيف الشيخ متعب قائلاً: من صفاته - رحمه الله - الوفاء مع أبناء الوطن كافة ومن حوله بخاصة، وكذلك صاحب كلمة وقرار لا يحيد عنهما أبداً والوفاء صفة من صفاته رحمه الله، وكذلك عملي من الطراز الأول فهو يعمل على مدار الساعة ولا يمنح نفسه الراحة التامة، بل يستمر في العمل لخدمة دينه ومليكه ووطنه ويهتم - رحمه الله - بأمور المواطنين ويتلمس حاجاتهم ويسمع لمشاكلهم وكذلك ما يُكتب في الصحف وما يُعلن في القنوات الفضائية.. ومثال على ذلك: عندما كنا في مجلس سموه - رحمه الله - في جنيف مؤخراً عرضت قناة الإخبارية السعودية مشكلة الطفل الأعمى في منطقة تبوك، وفي الحال وعلى وجه السرعة تدخل سموه - رحمه الله - وتكفّل بعلاجه وكل ما يلزم ووجّه الجهات المختصة بذلك.
وأما صفاته الشخصية.. فهو متواضع وحليم وهادئ الطباع ويستمع جيداً للمشاكل والقصص وكل شخص يتحدث معه، لكنه شجاع وذو عزيمة قوية ويتخذ القرار المناسب القوي عند الحاجة وبخاصة فيما يخص الوطن ومصالح المواطنين وعلى مدى أكثر من ربع قرن (25) عاماً لم نسمع منه أي كلمة جارحة سواء لمرافقيه أو الذين يستقبلهم ويكره بشدة ولا يسمع لمن يسب أو يشتم الأشخاص الآخرين سواء داخل الوطن أو خارجه، فهو إنسان متسامح وواثق ونعجز عن ذكر مناقبه وصفاته في هذا اللقاء المختصر.. ولكننا ندعو له بالرحمة والمغفرة وجزاه الله خير الجزاء وإن شاء الله إن النهج الذي كان عليه سموه - رحمه الله - سوف يستمر عليه من بعده إخوانه وأبناؤه وإنني أعرف أبناء سموه - حفظهم الله - عن قُرب معرفة شخصية بأنهم سوف يسيرون على نفس الطريق في خدمة المليك والوطن.
نُعزي ونُهنئ
وعن كلمة الختام يقول الشيخ ابن هباس: يا سيدي هذا المصاب الجلل كان له الأثر الكبير في شخص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير سلمان وكافة الأسرة المالكة ولكننا مؤمنون بالله سبحانه وتعالى.. وأقول للجميع إن الأسد ذهب إلى رحمة الله ولكن العرين ممتلئ بالأسود ولله الحمد.. فها هم إخوانه وأبناؤه الكرام - حفظهم الله - يقودون دفة الحكم في البلاد إلى بر الأمان في ظل توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين - أطال الله بعمره -.. وفي نهاية هذا اللقاء أستطيع أن أُؤكد أن سموه - رحمه الله - كان وفياً مع الرجال الذين لهم تاريخ في توحيد هذه البلاد مع المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وكذلك كان وفياً مع أبناء هؤلاء الرجال.. أما من ناحيتي الشخصية وأرددها في نفسي دائماً - بعد ذكر الله سبحانه وتعالى وإيماناً بقضائه وقدره -: لو كان العمر يُعطى لأعطيت عمري لسموه - رحمه الله - ونفسي فداء لسموه.. ولكن لا أقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. والحمد لله على قضائه وقدره. وأما سيدي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع فهو رجل سياسي وذو فكر اجتماعي كبير يعرف جميع طوائف المجتمع ويضع كل الأمور في نصابها الصحيح، وندعو له بالتوفيق ونُهنئ أنفسنا والشعب السعودي الكريم على حسن الاختيار.