|
دمشق - انقرة - واشنطن - بروكسل:
مع تزايد أعمال العنف في سوريا التي راح ضحيتها أمس تحديداً 86 شخصاً في مدن ومحافظات في سوريا، ومع تأكيد الرئيس الأسد أمام أول جلسة لحكومته الجديدة أمس بأن سوريا في حالة حرب.. تواصلت الاتصالات المكثفة أمس لمحاولة دعم وإحياء خطة المبعوث الأممي كوفي أنان خلال اجتماع في جنيف السبت المقبل، إلا أن هذه المساعي لعقد هذا الاجتماع شهدت انقساماً أمس.
فقد سادت حالة من الانقسام أمس الثلاثاء، خصوصاً بين روسيا والولايات المتحدة حول اجتماع سيعقد في جنيف يوم السبت القادم لحشد الدعم لخطة السلام المتعثرة لحل الأزمة السورية.
وفي الوقت الذي يسعى فيه مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان إلى حشد الدعم لعقد الاجتماع أشارت الولايات المتحدة أمس إلى أن الاحتمالات تتزايد بشأن مشاركتها في الاجتماع الدولي حول الأزمة السورية، إلا أنها رفضت الدعوات الروسية لمشاركة إيران في الاجتماع.
وقالت الولايات المتحدة إنها تريد الحصول على تطمينات بأن الاجتماع سيكون مثمراً، وأشارت إلى أنها تحرز تقدماً بشأن الحصول على هذه التطمينات. وأكدت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اتصلت بأنان أعربت عن أملها بأن يحقق الاجتماع إذا عقد (تقدماً حقيقياً في دعم خطة أنان وبالتحديد في دعم الانتقال الديموقراطي السلمي في سوريا).
وكانت روسيا أصرت على وجوب إشراك إيران في الاجتماع, فخلال زيارة إلى الأردن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي عقده على شاطئ البحر الميت غرب الأردن عقب محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أنه من الأفضل أن يتم إشراك إيران في هذه التسوية للأزمة السورية. وأضاف أن تجاهل إيران سيعقد المسألة على أي حال. وأضاف كلما شارك عدد اكبر من جيران سوريا بتسوية المسألة كلما كان
ذلك أفضل اما تجاهل تلك الاحتمالات (دعوة إيران) فسيؤدي إلى نتائج عكسية كما يقول الدبلوماسيون فمن الأفضل إذا الحصول على دعمها.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في وقت سابق من أمس ان لا تأكيد لديها بعد بشأن انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا المرتقب في مقر الأمم المتحدة بجنيف في 30 يونيو. ومع تواصل أعمال العنف أكد الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء ان سوريا تعيش (حالة حرب حقيقية) وان كل سياساتها موجهة للانتصار في هذه الحرب بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا.
وقال الأسد متوجها إلى وزراء حكومته في أول جلسة لها (نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها) مضيفاً عندما نكون في حالة حرب كل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب.
وعلى الصعيد المضاد واصلت تركيا أمس لهجتها التصعيدية ضد الجانب السوري في ما يخص حوادث الطائرات وحذرت أمس من أنها سترد عسكرياً على أي انتهاك لحدودها من قبل سوريا كما تعهدت دعم الشعب السوري حتى سقوط النظام (الدموي) في دمشق.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان ان قواعد الاشتباك تغيرت بالنسبة إلى القوات المسلحة التركية.
فأي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديداً أو خطراً امنياً على الحدود التركية سيعتبر هدفاً عسكريا.
وكان حلف شمال الأطلسي قد ندد خلال مشاورات طارئة أمس بإسقاط دمشق طائرة حربية تركية معتبراً ذلك عملاً غير مقبول وعبر عن دعمه القوي وتضامنه مع تركيا.
وقال الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن أمام الصحافيين هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به بأشد العبارات لقد أعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا موضحا ان الحلف ما زال يدرس الملف.
إلا ان راسموسن بدا وكأنه يخفف من احتمال اندلاع مواجهات بين البلدين المجاورين فقد قال رداً على احد الأسئلة أتوقع ألا يستمر تصعيد الوضع.