|
أطل علينا يوم الاثنين 28 رجب 1433 هـ الموافق 18 يونيو 2012 م، صدور الأمر الملكي رقم أ / 139 باختيار سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للدفاع، وهي إطلالة تحمل بين طياتها ثقة وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في رجل كان وسيبقى موضعاً للثقة، لقدرته على إدارة أمور المملكة بطريقة سليمة، قدرة جاءته بعد خبرة طويلة متراكمة تتابعت عبر عقود من الزمان، خبرة تمتشق روافدها من حكمته، وصبره، وفكره المستنير، وأُفقه الواسع، فهو رجل إدارة من الطراز الأول، ورجل فكر وسياسة، ورجل علاقات واسعة على مستوى الوطن والعالم.
إن المطلع على سيرة سموه يجدها زا خرة بالعمل الاجتماعي والإنساني والثقافي خلال رئاسته لعدد من الجمعيات والهيئات واللجان الرئيسية للعمل الخيري داخل المملكة وخارجها حيث ترأس عدداً من مجالس إدارات هذه الجمعيات، فدفعها لتسجيل إنجازات وطنية متميزة جنى ثمارها الوطن والمواطن في مختلف الأصقاع من هذه المملكة العامرة.
لقد تميز عهد الأمير سلمان في إدارته لإمارة الرياض وأبدع في بناء الرياض ونهض بها من قرية وادعة صغيرة إلى مدينة شامخة وسط الصحراء، بل عاصمة دولية تنافس العواصم العالمية، حتى قالت الرياض فيه:
والمسمّون بالأمير كثير
والأمير الذي بها المأمول
صورة مشرقة لأمير لم يكن إبداعه مقتصراً على بناء الحجر بل تعدّاه إلى بناء الإنسان علماً وأدباً وثقافة، فكان الأمير الأديب صديقاً للأدباء وأستاذاً للكتّاب، وهادياً ودليلاً للمؤرخين، وداعماً للباحثين، ومطوراً للمهندسين، وموجهاً للدعاة والمعلمين، والأمير النابض قلبه بالحياة راعياً للشباب، وداعماً للمرأة المسلمة المحافظة، كريماً في تعامله مع الآخرين، وصارماً في تطبيق الحق، ملتزماً بالعدل، لا يقبل بالظلم، يقدم شرع الله ويلتزم به، حريصاً كل الحرص على رعاية الفقراء والمساكين، صديقاً لرجال الأعمال، يؤمن بالاقتصاد الحر، ويحارب الاحتكار والاستغلال، يربط العمل الخاص بالبعد الاجتماعي، ويركز على دور المسؤولية الاجتماعية في العمل.. رجل دين ودولة.. ورجل سياسة وفراسة.
وأخيراً، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ له البطانة الصالحة التي تخدم الصالح العام، لقد كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله محل اهتمام الجميع عندما بادر واختار الأمير سلمان ولياً للعهد، فكان قراره محل ثقة الجميع سائلين الله تعالى أن يعينه على حمل الأمانة، وأن يكون خير خلف لخير سلف، وأن يديم على مملكتنا الغالية نعمة الأمن والأمان تحت راية آل سعود الكرام.
عميد القبول والتسجيل بجامعة الجوف