ودعت البلاد المملكة العربية السعودية بحزن عميق أميرها أمير الأمن والأمان الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى ملبياً نداء ربه بعد سنين حافلة بالعطاء قضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه.
فالأمير نايف قد تربى في كنف والده الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن حيث صقلته التجربة المبكرة عبر مراحله العمرية المختلفة. فقد تولى سموه في بواكير أيامه مسؤولية نائب أمير منطقة الرياض ثم نائباً لوزارة الداخلية إلى أن تسلم زمام وزارة الداخلية لأكثر من (35) عاماً كانت حافلة بالبذل والعطاء أثمرت رفاهية وأمنًا للمواطن والمقيم.
لقد كان سموه حاضراً في جميع مناحي حياة المواطن اليومية ومهندس سياسات الأمن للوطن وشهدت المملكة وحدودها استقرارا. فقد كان يقظاً على منافذ الحدود وحارب بضراوة آفة المخدرات في سبيل المحافظة على العقول من هذه الآفة المدمرة والتي يهدف مروجوها للنيل من إنسان هذا البلد الغالي وشهد العالم أجمع بنجاح تجربة المملكة العربية السعودية والتي كان يقف خلفها سموه في القضاء على الإرهاب بالتخطيط الهادئ والمواجهة بالحجة والفكر.
وقد كان الأمير نايف بن عبدالعزيز حريصا على رفاهية الحجاج والمعتمرين فكان يسبق الحجاج إلى المشاعر المقدسة ليطمئن على ترتيبات وتجهيزات خدمة حجاج ضيوف الرحمن لتوفير بيئة حج آمنة تمكنهم من قضاء هذه الشعيرة بيسر وسهولة وطمأنينة. وستظل بصمات سموه باقية مشهودة في كل نواحي الحياة بما قدم من أعمال خير للإنسانية.
ورغم هذا المصاب الجلل الذي هز كل مواطن وما خيم علينا من حزن عميق لفقد الأمير نايف بن عبدالعزيز إلا أنه حكمة ورباطة جأش سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما عرف عنه من صبر وجلد وقوة عند الصعاب. فقد تم اختياره لولي العهد بسلاسة ونجاح تام فكان القرار الصائب بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء. فالأمير سلمان بن عبدالعزيز مشهود له بالتواضع والحزم قريباً من أفراد الشعب السعودي يشاركهم أفراحهم وأحزانهم له قدرة عالية في التواصل مع الجميع.
ويعتبر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان هو راعي نهضة مدينة الرياض وبانيها عمرانياً حتى أصبحت تضاهي كبرى العواصم العالمية وهو أيضاً صاحب مبادرات التعريف بالمملكة العربية السعودية لدى العالم من خلال «معرض الرياض» الذي طاف العديد من العواصم والذي تطور ليكون أشمل باسم «المملكة بين اليوم والأمس» وبه كانت المملكة حاضرة أمام مختلف شعوب العالم.
يتمتع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعلاقات قوية مع معظم قادة وشعوب العالم فهو فاعل خير ساهم في العديد من الأعمال الخيرية منذ باكورة حياته فكان دائماً على رأس لجان الخير والإغاثة في النكبات والكوارث الطبيعية في مختلف بقاع العالم. وكان سموه حاضراً في فلسطين ونكباتها يمسح دموع الثكلى والمحتاجين ضحايا الحروب والزلازل والمجاعات. لقد كان أيضاً حاضراً بقوة وسط شعب البوسنة والهرسك وكان أيضاً موجوداً في خدمة إفريقيا وآسيا. ولا زال عطاؤه مستمرا وفاعلا من أجل وطنه وشعبه وكل الإنسانية نعم إنه خير خلف لخير سلف المؤسس الملك عبدالعزيز ونسأل الله أن يعينه ويوفقه للخير والصواب.
كذلك فإن اختيار خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية والذي كان يمثل اليد اليمنى لشقيقه المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز قد كان اختيارا موفقاً. فالأمير أحمد بن عبدالعزيز يدرك تفاصيل ومفاصل العمل في هذه الوزارة المهمة وحيث كان يدير أخطر الملفات الأمنية فهو امتداد لتاريخ من النجاحات الأمنية المخلتفة التي صنعها بنفسه أو شارك فيها مع أخيه الراحل الأمير نايف ومن سبقوه وسيكون بعون الله سنداً قوياً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الذي يقود البلاد برؤى ثاقبة وخطى ثابتة يسندها العدل والحكم يشرع الله وتعاليمه مستهدياً بالقرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم أحفظ بلادنا آمنة مستقرة ويسر لمولاي خادم الحرمين الشريفين السند من إخوانه الميامين على رأسهم ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووفقهم جميعاً لخدمة الدين والمليك والوطن أمين يا رب العالمين.
مستشار مساعد المدير العام للعمليات الأرضية لمحطات المنطقة الوسطى