أمنك الله يا نايف الأمن، ورحمك برحمته الواسعة يا من قلت إن كان من يد تبني فإن هناك يد تحمي، يا من أحب العلم والفكر ومن أحبه العلماء والمفكرون، ومن حرص على صفاء العقيدة الإسلامية ونشرها. ومن وقف جسراً حامياً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن تتلاشى الحروف والكلمات ويقف القلم عن رصد مناقبه، ولاسيما من نهل من معين معارفه، وتزود بأسمى توجيهاته، واستقى من نبع عطائه، خلال مدة تجاوزت الثلاثة عقود، فكان رحمه الله جامعة متحركة تضم في جنباتها كل الفنون، يميزها في العطاء الحلم والأناة، وفي الأداء القوة والأمانة، كريم في خلقه، حكيم في رأيه، مخلص في أداء مسؤولياته، حباه الله بعد النظر وغزارة الفكر عطوف على المساكين، سخي على المحتاجين، لا يرد من وقف ببابه ولجأ إلى الله ثم إلى جنابه، يتبنى الأيتام ويعالج المرضى.
لا يألو جهداً في خدمة المواطن والمقيم على أرض الوطن، ويوصي بالحرص عليها كل من تولى مسؤولية في هذا الخصوص.
همه راحة حجاج بيت الله وأمنهم وسلامتهم حتى يعودوا إلى بلادهم وقد حملوا انطباعاً حسناً لقاء ما قدم لهم من خدمات، وبذل على راحتهم من جهود أشرف عليها بنفسه، لينفذ ما تحمله من مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص على خدمة ضيوف الرحمن وتقديم كل سبل الراحة لهم طيلة بقائهم على الأراضي المقدسة، والسعي للحيلولة دون كل ما يعكر صفو الحج.
ولم تقتصر همومه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته على ما يهم المملكة وأمنها ومواطنيها، بل جعل من وقته الكثير لمتابعة قضايا الأمة، يتفاعل مع همومها ويسعى لحلولها، حتى حرص وزراء الداخلية العرب لأن ينصبوه رئيساً فخرياً لمجلسهم حينما أدركوا حنكته السياسية، وحرصه على جمع كلمتهم ونبذ خلافاتهم، ليصبحوا يداً واحدة تضرب بمطرقة من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن أمتهم وأوطانهم، ويداً حنونة على مواطنيهم ومن سالمهم في الداخل والخارج.
شهد له البعيد فضلا عن القريب بأنه ركيزة أساسية وعامل من عوامل الاستقرار في الشرق الأوسط.
رحمك الله نايف الأمن وأسكنك فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء، وجمعنا بك على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم، وبارك في خلفك وأبنائك، وألهمهم الصبر والسلوان وجميع محبيك إنه سميع مجيب.
د. دخيل الله بن محمود الأزوري - المستشار بمكتب وزير الداخلية