بقدر الحزن والألم لرحيل درع الوطن وأمير الأمن نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - يأتي اختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخبير بتضاريس ومكونات وتفاصيل كل الوطن القريب من هموم وشجون المواطن ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ليعوضنا في فقيد الأمة خيراً بإذن الله, وليجسد حكمة وحرص وعناية واهتمام الوالد القائد عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - من أجل استقرار وبناء ونماء البلاد.
الأمير سلمان هذا الذي كنت ألمح فيه دائماً، ومنذ زمن بعيد، شكل وقول وفعل وسحر وخير وعز وكرم وكبرياء واسم ورسم وجمال الوطن, هو بخبراته القيادية ونجاحاته الإدارية وإسهاماته في أعمال ولجان ومؤسسات البر والخير والمجتمع وجمعية الأطفال المعوقين والأيتام وحفظ القرآن الكريم, في حبه وتفاعله ومتابعته ودعمه لمجالات الإبداع في العلم والمعرفة والأدب والثقافة والرياضة والشباب والإعلام والتاريخ, يمثل بمعناه وقيمته وشهامته وفراسته وأناقته وحكمته وشخصيته الفذة العنوان المناسب والجامع لكل الوطن.
قبل 14 عاماً رعى الأمير سلمان الحفل الأول لجائزة حائل للتفوق والخدمة والإبداع, وقتها ترأس اجتماعاً لمجلس الجائزة، تشرفت بحضوره بصفتي عضواً في مجلس إدارتها، وقد أبهرني سموه بوضوحه وصراحته وشفافيته, بنظرته الثاقبة وتفاؤله بالمستقبل, بالتزامه بالمواعيد وبدقة ملاحظاته ولباقته في الحديث واحترامه لكل الآراء وإنصاته باهتمام للجميع, شدني أكثر بمعرفته وإلمامه وإعجابه واعتزازه بحائل وأهلها وأسرها, الأحياء والجبال والسهول والأودية, الحاضرة والبادية, المدينة والقرية, الماضي والحاضر, وهو كذلك في سائر مناطق المملكة يؤكد غير مرة وفي أكثر من مناسبة وفي مختلف الظروف والأزمنة أنه بهيبته وشخصيته وحضوره البهي وتاريخه الحافل بالعطاء والبناء رجل دولة وحكم وموقف وقرار ومسؤولية من طراز نادر.
عبر مشروعه العملاق (الرياض عاصمة المدائن) برع وأبدع في صناعة وصياغة وإنتاج مدينة حضارية متطورة تسابق الزمن وتليق بمكانة وقيمة وقامة المملكة العربية السعودية, هنيئاً لنا بسلمان، ودام وطن العز والمجد والشموخ عزيزاً غالياً مستقراً آمناً, وحفظ الله بلادنا وقادتنا وأمتنا من كل مكروه.
abajlan@hotmail.com