|
كتب – فيصل المطرفي:
كشف رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في حديث مطوَّل، خصّ به (الجزيرة) بعد صمت طويل، أن عمل إدارته للموسم المقبل فيما يخص ملف الجهاز الفني بدأ قبل الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم المنصرم. موضحاً أنهم فاوضوا العديد من الأسماء التدريبية الكبيرة، بيد أنهم اعتذروا عن عدم قيادة الفريق لأسباب مختلفة. وأضاف: في عالم المفاوضات لا يوجد شيء مضمون نهائياً؛ فهناك متغيرات تحدث خلال مشوار المفاوضات، والبعض يعتقد أن المفاوضات أمر سهل مع الأسماء الكبيرة؛ كوننا في الهلال وضعنا بعض الشروط والمتطلبات في المدرب المقبل، أبرزها أن يكون مديراً فنياً، ويستطيع إدارة الفريق بشكل كامل، وأن يكون قوي الشخصية، ويحرص على الانضباطية في عمله، ويجيد قراءة اللعب وتوظيف اللاعبين بشكل مثالي، ويمتلك خبرة يستطيع من خلالها أن يخدم الفريق ويطوره من خلال سيرة ذاتية متميزة.
وزاد سموه بقوله: كل هذه المتطلبات تتوافر في أسماء تدريبية معينة، وأمر مفاوضتهم ليس بالأمر السهل إطلاقاً، ولاسيما أن هناك العديد من الأسماء البارزة رفضت مباشرة الدخول في أي مفاوضات لعدم رغبتها في العمل في منطقة الشرق الأوسط والمملكة تحديداً، وكان بإمكاننا أن نحسم ملف المدرب بعد نهاية الموسم مباشرة لو كانت أهدافنا تتركز على التعاقد مع مدرب يملك سيرة متواضعة.
وأشار الرئيس الهلالي في حديثه لـ(الجزيرة) إلى أنهم تعاقدوا مع المدرب الكرواتي زلاتكو لقيادة الفريق الأولمبي كونه يمتلك خبرة جيدة وحماساً كبيراً لصقل المواهب في الأولمبي، إضافة إلى تعاقدهم مع الثنائي يحيى المسلم وياسر الشهراني بعد أن تلمسا احتياجات الفريق. وزاد: المعسكر الإعدادي تم تجهيزه بشكل كامل، والعمل قائم للتعاقد مع جهاز فني متميز، واختيار اللاعبين الأجانب سيكون من مهام المدرب القادم لتحديد من يستمر ومن يرحل، ونحن بدورنا قطعنا شوطاً كبيراً في المفاوضات مع بدلاء لهم في حال أقر المدرب عدم جدوى استمرارهم؛ لذا كل التحضيرات تحت السيطرة، وأمامنا متسع كبير قبل إغلاق فترة انتقالات اللاعبين لاختيار أفضل الأسماء التي تخدم الفريق بالتنسيق المباشر مع الجهاز الفني، وأول تلك الملفات تجهيز 3 أسماء تلعب في مركز الدفاع حتى يتم التوقيع مع أحدهم؛ ليكون موجوداً في المعسكر التدريبي.
وسرد الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد قصة المفاوضات التي بدأت منذ الموسم الماضي فيما يخص ملف المدربين مقدماً كل التفاصيل لجماهير ناديه؛ لتكون على اطلاع كامل على ما قامت به الإدارة الزرقاء، مبيناً أن 13 اسماً تدريبياً تم الاتصال بهم، ورفضوا مباشرة الخوض في المفاوضات لعدم رغبتهم في العمل في المنطقة أو رفض عائلاتهم، وكشف سموه عن أسمائهم، وهم:
1- المدرب الهولندي الشهير لويس فانجال.
2- المدرب البرازيلي براغا.
3- مدرب البارجواي جيرارد مارتنيز.
4- المدرب الأورجوياني أوسكار تباريز.
5- المدرب السابق لأولمبياكوس اليوناني الإسباني أرستو فالفيردي.
6- مدرب سوانزي الإنجليزي الإيرلندي براندن روجرز.
7- المدرب الألماني كريستوف دوم.
8- المدرب الأرجنتيني باوزا.
9- المدرب الإيطالي دي ماتيو.
10- المدرب البرتغالي فيليش بواش.
11- مدرب بورسيا دورتموند الألماني يورجين كلوب.
12- مدرب ليل الفرنسي رودي جارسيا.
إضافة إلى المدرب الفرنسي ديشامب الذي تواصل معه أحد أعضاء الشرف، ورفض المدرب فكرة العمل في الشرق الأوسط، وإثر ذلك تم إغلاق كل تلك الملفات التدريبية والبحث عن غيرها.
وأضاف: المفاوضات بعد ذلك اتجهت نحو المدرب الكرواتي «بيليتش»، الذي أبدى حماسه للعمل في الهلال، وأرسل وكيلة أعماله وأحد مساعديه للرياض، واطلعا على منشآت النادي وأبديا إعجابهما بها، لكنه طلب التوقيع بعد كأس أمم أوروبا، وهو الأمر الذي رفضناه، وحينها طلب مهلة للتفكير ومن ثم وقّع مع أحد الأندية الروسية؛ ما دعانا إلى العمل في الملفات الأخرى التي من أبرزها المدرب الأرجنتيني «خورخي سمباولي»، الذي أبدى موافقته على العرض، بيد أنه فضل تأجيل التوقيع حتى نهاية مشوار فريقه في كأس الليبرتادوريس؛ فقررنا إبقاءه خياراً والبحث عن بدائل في حال تراجع عن موقفه، وشرعنا في مفاوضة مدرب مونبلييه الفرنسي «رينيه جيرارد»، الذي أبدى مرونة في بداية المفاوضات، وأعطى موافقة مبدئية، ومن ثم فضل الاستمرار بعد تحقيق الدوري، وهو الجانب الذي أؤكد عليه دائماً أن المفاوضات تحدث بها متغيرات مفاجئة، ولا يوجد شيء مضمون إطلاقاً.
وأوضح رئيس الهلال أنهم أكملوا مسيرة المفاوضات بعد نهاية الموسم؛ حيث اتجهت بوصلتهم نحو مدرب ويجان الإنجليزي الإسباني «روبيرتو مارتينيز»، الذي رحب بالعمل، لكن في الموسم المقبل. وزاد: كذلك المدرب المكسيكي «خافير أجيري» رحب بالعمل، لكن في نهاية ديسمبر المقبل، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع رغبتنا بوجود جهاز فني يشرف على الفريق من بداية الموسم.
وكشف رئيس الهلال أن المدرب الهولندي الشهير «هيدينك» تم إبعاده من قائمة الخيارات لمغالاته؛ إذ طلب مبلغ 10 ملايين يورو للتعاقد معه، في حين التقى نائب رئيس النادي الأمير نواف بن سعد المدرب الفرنسي «لوران بلان» قبل نحو شهر، وكانت المفاوضات شفهية، إلا أنه ربط النظر في العرض بشكل جدي بعد نهاية مشاركة المنتخب الفرنسي في كأس أمم أوروبا الحالية؛ ما دعانا - والحديث لرئيس الهلال - لاستبعاده مؤقتاً لعدم رغبتنا في تعليق مستقبل المدرب بمصير المنتخب الفرنسي وموافقة المدرب من عدمها حينها.
وأوضح رئيس الهلال أن تعادل المنتخب المغربي أمام جامبيا وضع المدرب البلجيكي إيريك جيرتس ضمن قائمة الخيارات، وزاد موضحاً: لو خسر المنتخب المغربي أمام ساحل العاج وتمت إقالة جيرتس لربما أكملنا المفاوضات للتوقيع معه، لكن التعادل الإيجابي أمام ساحل العاج جعل الجامعة المغربية تجدد الثقة بالبلجيكي إيريك جيرتس؛ لذلك سقط من خياراتنا، وبدأنا المفاوضات مع مواطنه مدرب اندرلخت البلجيكي السابق جاكوبس الذي رفض العرض الهلالي بعد 3 أيام بحجة مرض زوجته، وكان البرتغالي مانويل جوزيه قد دخل خياراتنا بعد مفاوضته، ولا يزال خياراً متاحاً.
وأشار الرئيس الهلالي إلى أن المدرب الدنماركي «مايكل لاودروب» لم تبدأ المفاوضات معه كونه وقّع مع نادٍ إنجليزي مع بداية الرغبة الهلالية لمفاوضته.
وفي ختام حديثه لـ(الجزيرة) أكد سمو رئيس نادي الهلال أنهم شرعوا في العمل منذ الموسم الماضي، وما زالوا يواصلونه من أجل التعاقد مع اسم تدريبي يحقق كل المتطلبات، ويليق بنادي الهلال من أجل المنافسة على استحقاقات الموسم المقبل. متمنياً من الجماهير الزرقاء الدعم والمساندة. وأضاف: أود أن أكرر بأن المفاوضات دائماً ما تكون صعبة مع الأسماء التدريبية الكبيرة، ودائماً ما تحدث بها متغيرات، وليست كما يتصور البعض أنها سهلة، ولاسيما أن العديد من المدربين رفضوا العمل في المملكة لصعوبة تأقلمهم فيها.
هذا، وعلمت (الجزيرة) أن الخيارات المتاحة للإدارة الهلالية حالياً فيما يخص ملف المدرب القادم هي (الأرجنتيني خورخي) و(مدرب أوروبي بارز) و(البرتغالي مانويل جوزيه) و(مدرب من أمريكا الجنوبية)، في حين كشفت المصادر ذاتها أن خيار تكليف الكرواتي «زلاتكو» بتدريب الفريق الأول وضعته الإدارة الزرقاء خياراً أخيراً في حال تعثر المفاوضات مع الملفات الأربعة المتبقية.
* * *
على هامش الحديث
- أثناء زيارتي لرئيس الهلال الذي يرافق والده صاحب السمو الملكي الأمير مساعد بن عبدالعزيز - شفاه الله - في المستشفى انتهزت فرصة طرح أحد أشقاء الأمير عبدالرحمن بن مساعد سؤالاً عن هوية المدرب المقبل لإقناع الرئيس بالحديث لـ(الجزيرة) عن تفاصيل المفاوضات، ولاسيما في ظل التساؤلات الكبيرة المطروحة من الجماهير الهلالية.
- في البداية رفض الأمير عبدالرحمن بن مساعد الحديث لحين التعاقد مع جهاز فني، وبعد محاولات الإقناع الحثيثة استجاب سموه لطلب (الجزيرة)، وخصها بحديث مطوَّل كشف من خلاله أسرار المفاوضات الهلالية التي بدأت منذ أشهر.
- كان الرئيس الهلالي شفافاً وواضحاً وهو يسرد جميع الأسماء التي تمت مفاوضتها وأسباب تعثر المفاوضات.
- الأمير عبدالرحمن بن مساعد خلال حديثه لـ (الجزيرة) شدَّد على أنهم لن يتعاقدوا مع أي اسم تدريبي لمجرد التعاقد، وأشار إلى أنهم يبحثون عن مدرب يحقق لهم متطلباتهم. - أوضح رئيس الهلال أنهم أسندوا مهمة المفاوضات لأكثر من 4 وكلاء أعمال، نافياً ما يتردد عن وجود مفاوض وحيد يقود المفاوضات الهلالية مع كل هذه الأسماء التي تمت مفاوضتها.