إذا كنا مغبوطين في هذا البلد فمن محاسن ما أنعم الله علينا به قيادتنا الرشيدة التي لا تشعرك في يوم من الأيام بالفرق بين الحاكم والمحكوم.. لقد وحّد الملك عبد العزيز - رحمه الله - هذه البلاد على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه أهم عوامل التوفيق، فقد شاهدنا جميعاً سلاسة وبساطة ولاة أمرنا وكيف يتم التعامل معها، فلا أبالغ إن ذكرت أننا الوحيدون على مستوى العالم الذي لا نشعر بانتقال العهد من شخص لآخر لأنهم جميعاً عينان في رأس.
نعم نفقد الواحد منهم عندما يغادرنا إلى جوار ربه، ولكن لا نشعر بمن يحل مكانه، فإذا رحل سيد منهم بايعنا سيداً آخر. قبل 7 أشهر تماماً رحل سلطان القلوب رحمة الله عليه، وحلّ نايف الحكمة بكل سلاسة وسهولة وحب، ولكن قدّر الله سبحانه أن نفقد هذا العملاق في أقل من عام وتنتقل ولاية العهد إلى سلمان الخير.. سلمان الحب.. سلمان التواصل، الأمير الذي اعتمد عليه أكثر من 5 ملوك كساعد أيمن لهم وحلاّل المشاكل ومقرّب وجهات النظر، غير أنه أمير ليس لنجد فقط بل أمير لجميع البلاد لأكثر من 50 عاماً، بحكم تواصله ومكانته وقربه من القبائل والعوائل وجميع طوائف المجتمع السعودي.
من منا لا يعرف «أبو فهد» الأمير الإنسان الذي لا تأتي مناسبة فرح أو حزن إلاّ وتجده في مقدمة الحضور، سلمان يقوم بشكل شبه يومي بزيارات للمرضى في المستشفيات لا يفرّق بين صغير أو كبير يذهب يقدم التعازي ويقف بجانب كل أسرة في مصابها الجلل، ولم يقتصر عند هذا فقط، بل حتى في كل المناسبات والأعياد يقوم بالزيارات ومعايدة العلماء والمشايخ وأعيان المجتمع.. هذا هو سلمان الذي عرفناه منذ الصغر لم يتغيّر.. حفظك الله وجعلك عوناً لأخيك وأمدّ في عمرك ورزقك البطانة الصالحة التي تعينك، ويحفظك الله للعباد والبلاد إنه سميع مجيب الدعاء.