رحم الله موحِّد هذا الكيان الكبير ومؤسس هذا الصرح العظيم الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه-، فقد أقام دعائمه على شرع الله القويم، فارتفع البناء عاليًا في سماء المجد، وقاد أبناؤه البررة المسيرة من بعده بأخلاق الفارس النبيل، فترسَّخ الكيان، وصار مضرب المثل في عالم الاستقرار والتنمية والرخاء، لقد نطقت ألسنتنا بعبارات الشكر والثناء، وطلب المغفرة للمؤسس الكبير، ومن رحل عنَّا من أبنائه الكرام، وأن يحفظ الله لوطننا وأمتنا خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز.
لقد فرضت ذكريات البناء والتأسيس، نفسها على المشاعر حين أعلن عن اختيار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وليًا للعهد، وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع، وتأكَّد في نفوسنا جميعًا ومن خلال هذه المسيرة الموفقة المطمئنة لبلادنا، وتأكَّد لنا أن هذا الوطن -وبفضل الله ثمَّ بفضل قيادتنا الحكيمة - يتابع خطواته نحو المزيد من الأمن والأمان، والبناء والرخاء، فقد لامست القيادة نبض أبناء الوطن، فجاء قرارها حكيمًا كما تعوَّدنا، وصائبًا كما عرفنا، وجاء سلمان بن عبد العزيز وليًا للعهد اختيارًا حكيمًا موفقًا، أدخل السعادة على النفوس في زحمة الأحزان، فهو -وإن كان لا يحب المديح أو الثناء، ويعاف عباراته- إلا أن مشاعر المواطنين على جميع مستوياتهم الفكرية والثقافية، تأبى إلا أن تُعبِّر عن سعادتها لهذا القرار الحكيم، الذي طابق توقعاتهم، واتفق مع صادق مشاعرهم نحو سلمان الوفاء، الذي أحبَّهم وأحبُّوه، وعرفوه في ساحات العطاء معطاءً، وفي ميادين الخير سبَّاقًا، وفي مجالات الإدارة مهندسًا بارعًا، وعن الحقوق مدافعًا، ولتاريخ الوطن وثقافته عاشقًا حافظًا.
لقد اشتهر سمو ولي العهد الأمير سلمان بين أبناء الوطن بالصفات الحميدة التي يقف أمامها المواطن بكلِّ الإعجاب والتقدير، ولا يملك إلا أن ينطق بها، ويشكر الله عزَّ وجلَّ، الذي جعلها مفاتيح لمحبة المواطن لهذه الشخصية المتميزة، فكم من القصص التي نسمعها وتتردد بين الناس عن تلك المواقف النبيلة لهذا الفارس النبيل طوال توليه إمارة منطقة الرياض، فكان مهندس نهضتها، حيث جعلها دُرة المدن وعاصمة العرب، ومقصد الزعماء، وظلَّ مكتبه العامر في الإمارة مثالاً يضرب في حسن الإدارة، ونموذجًا مضيئًا في سياسة الباب المفتوح التي تُعدُّ سمةً مميزةً للمملكة في هذا العهد الميمون، فكم من المشكلات قد حُلَّت، وكم من الحاجات قد قُضيت، وكم من الصعاب قد ذُللت، حين وصل مصيرها إلى ولي العهد سلمان بن عبد العزيز، وهذا هو مصدر سعادة المواطنين بهذا الاختيار الحكيم، الذي نزل عليهم بردًا وسلامًا في وقت الأحزان.
إن السجل الحافل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز قد ضاعف محبّته في القلوب، ومكانته في النِّفوس في الداخل والخارج، فقد أسهم بأخلاقه الرفيعة العالية، وبسبقه المعروف في ميادين الإنسانيّة والنجدة والشهامة، وفي خدمة القضايا العربية والإسلامية، وبعبقريته وحنكته، وسداد رأيه وبُعد نظره، أسهم بذلك في رفعة اسم المملكة بين أشقائها، وفي ترسيخ مكانتها بين الأمم، ولذلك فإننا نشكر خادم الحرمين الشريفين على اختياره الحكيم، لأننا على ثقة تامة أن ولي العهد -حفظه الله- سيضيف -بعون الله وتوفيقه- أمجادًا إلى الأمجاد، وسيكون صانع فصلٍ جديدٍ في حضارة الوطن المعطاء.
ندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يوفقهما لما فيه الخير والفلاح.
وكيل وزارة الثقافة والإعلام - سابقًا