|
كان صباح يوم السبت السادس والعشرين من رجب لعام 1433هـ كغيره من الأيام التي تعيشها مملكتنا الغالية هادئاً وآمناً.. ربّ رحيم، ورزق وفير، وشعب كريم، وقيادة حكيمة؛ لكن بعد ظهيرة هذا اليوم حدث أمر جلل وذاع خطب عام تلقفته الآذان ولم تستوعبه الأذهان واعتصرت لمضمونه المهج والقلوب، فقد تيقن الجميع بأن الموت قد خطف هامة الأمن، وأن نايف الإنسان ونايف الأمن والأمان لن يعود للوطن مرة أخرى.. لن يعود لوطنه الذي أرسى دعائم الأمن فيه.. ولن يعود لوطنه الذي حماه بعد المولى عز وجل من شرور الإرهاب والتطرف.. ولن يعود من أطلق العبارة الخالدة بأن (المواطن رجل الأمن الأول)، ولن يعود من أسهم في بذرة الخير والإحسان فيه.. ولن يعود من رسّخ دعامة الإعلام فيه.
حينها وقفت مشدوهاً وقلت بملء فمي ومن أعماق قلبي: لا إله إلا الله.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} لقد كان لنا نبراس في قوله ونبراس في عمله ونبراس في عطائه، كنا نستمد من توجيهاته القيم ونستلهم منها العبر، كان لمقولته الشهيرة التي ما فتئ يرددها عليه رحمة من الله في المحافل والمناسبات أن (المواطن رجل الأمن الأول) يقيناً منه رحمه الله بأهمية دور المواطن في الحفاظ على الأمن وبعد نظر في حتمية الشراكة بين المواطن ورجل الأمن لتحقيق الاستباب، وحرصاً منه على أن يستشعر الجميع المواطن أو رجل الأمن أن علاقتهما تكاملية مفيدة، عملنا بالأمن العام منذ سنوات خلت على ترسيخ هذه الجملة الكبيرة في مضمونها، وحرصنا على أهمية أن يعيها الجميع، ولعل في برنامج التوعية لصيف هذا العام ما يؤكد الحرص على ترجمة مضمونها لتكون سلوكاً، لكن بعد الرحيل الأليم لأعزاء لنا سواء كنا مواطنين أو رجال أمن سواء العمل بهذه المقولة قولاً وعملاً سلامة للوطن وتقديساً لروح رمز الأمن.. رحمك الله يا سيدي نايف رحمة واسعة جزاء ما قدمته لدينك ثم وطنك وشعبك.. فقد كنت في أبناء شعبك محبوباً، وللوطن رمزاً وشموخاً، وللأمن عزة وطموحاً وللمتربصين درعاً حصيناً، رحمك الله يا هامة الأمن وفقيد الوطن وكل العزاء للوطن ولوالد الشعب سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -سلمه الله- ولسنده وعضده الأيمن ولي العهد الكريم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- ولأبنائك وبناتك البررة.
وختاماً أقول للوطن والأمن أن ترجل نايف الهمام فإن أحمد للمهمة مقدام، وإن فقدنا رمز الأمان فإن أحمد للأمن عز وعنوان.. وكل الدعوات لسيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية بأن يسدد خطاه ويوفق مساعيه ويشد أزره وعضده بفخر الأمن سيدي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية.. حفظ الله وطني أمنه مستقره.. والسلام خير ختام.
العميد/ عادل بن عبدالله الشليل
مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام