من المفارقة اللافتة للانتباه أنه في اليوم الذي فقدنا فيه رجل الأمن الأول في بلادنا الغالية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - أن تكون العبارة المكتوبة في تقويم أم القرى لهذا اليوم تحديداً وهو يوم السبت الموافق 26/ رجب /1433هـ (أمن الوطن مسئولية الجميع) وكأن هذه العبارة جاءت في هذا التوقيت لتذكرنا بما كان يوصينا به دائماً رحمه الله بأن أمن الوطن وحمايته مسئوليتنا جميعاً، ولتعود بنا إلى كلمة لسموه قبل عدة سنوات خلال افتتاحه لإحدى الندوات الفكرية عندما وجّه وصية إلى الشعب السعودي وقال فيما نصه « أقولها بكل وضوح وصراحة نحن مستهدفون في عقيدتنا نحن مستهدفون في وطننا أقول وبكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة العلم ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد، دافعوا عن دينكم قبل كل شيء دافعوا عن وطنكم دافعوا عن أبنائكم دافعوا عن الأجيال القادمة يجب أن نرى عملا إيجابيا ونستعمل كل وسائل العصر الحديثة في خدمة الإسلام ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم ولنستعمل القنوات التلفزيونية ولنستعمل الانترنت» انتهى حديثه رحمه الله.

كان نايف بن عبدالعزيز وفياً لدينه ووفياً لوطنه وللشعب السعودي الكريم، كما أن الشعب السعودي وطوال تاريخ المملكة العربية السعودية تميّز أيضاً بوفائه لوطنه وقادته، سنظل نعمل بما أوصانا به الرجل الذي أفنى سنين عمره في حمايتنا، وسنظل الحصن المنيع دون ديننا ووطننا.

اللهم إنا نسألك برحمتك يا أرحم الراحمين أن ترحم عبدك نايف بن عبدالعزيز وأن تتغمده بواسع رحمتك ومغفرتك وأن تسكنه فسيح جناتك إنك أرحم الراحمين، وأن تجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه وإنا لله وإنا إليه راجعون.