بقلوب ملؤها الأسى والحزن والرضا بالمقدور نرفع تعازينا لخادم الحرمين الشريفين وكافة الأسرة المالكة والشعب السعودي في وفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية، رجل الأمن الأول صاحب المنهج السليم والرجل الكريم ناصر السنة وقامع الفتنة وداعم الحسبة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الذي وافاه الأجل المحتوم، بعد أن قضى عمراً مديداً في خدمة دينه ووطنه وشعبه، بل والأمة العربية والإسلامية.
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، إنه مصاب جلل حين تفقد الأمة رجلاً في قامة أمير الخير والوفاء نايف بن عبد العزيز، الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، فالكل ينعى أمير الأمن نايف، والكل محزون لفراقه، والكل يرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه والشعب السعودي وكل مسلم ومسلمة الصبر والسلوان على فقد رجل بألف رجل، له مواقف لا تنسى في التمسك بالعقيدة الصحيحة، والغيرة على محارم الله، وحفظ الأمن النفسي والبدني والمالي والفكري، له مواقف لا تنسى في مجال الدعوة إلى الله، ومحبة العلم والعلماء، تجد بصماته واضحة في كل محفل علمي وأمني واجتماعي، لم يكن رجل دولة فحسب، بل رجل أمة، عرفه الصغير قبل الكبير والداني والقاصي من أبناء الإسلام، في كل قطر إسلامي تجد للأمير نايف وجوداً حافلاً بالعطاء، والرأي السديد وبعد النظر والحكمة البالغة، التي تنبئ عن سياسة حكيمة، فهو رجل المواقف الصعبة، واجه الإرهاب بعقل وحكمة حتى لم تقم له قائمة بفضل الله ثم بفضل جهوده المباركة وعزمه الأكيد، والتصرف الحكيم الفريد، حتى عم الأمن أرجاء البلاد، وخذل أهل الشر والفساد.
لقد حفلت سيرة الأمير نايف -يرحمه الله- بالعديد من المزايا والسمات التي تسطر بماء الذهب، لن نستطيع أن نفصح عن جهوده ومواقفه في سطور، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فرحمك الله يا رجل المهمات والمدلهمات، وجعل منزلتك في عليين، وستظل ألسنتنا تلهج لك بالدعاء ما حيينا، فإن مت لم تمت مآثرك الطيبة، وذكرك خالد في كل ميادين الحياة، أمن، وعلم، ودعوة، وصفاء ومحبة، وتواصل وألفة، وتعاون ساس كل دولة.
فصبراً يا خادم الحرمين، فمصابك مصاب الجميع، وهذه سنة الله في الحياة، ولن نقول إلا ما يرضي ربنا، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
dr-alhomoud@hotmail.comالمعهد العالي للقضاء