|
رحماك يا الله... لا يجزع من قضائك إلا الظالمون. أيا رب إن خطبنا لجلل ومصيبتنا عظيمة، لكنه إيمان عميق يلف أفئدتنا ورجاء بما بشرت الصابرين به فقلت في كتابك الكريم ..وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، وليس لنا وحالنا هكذا إلا ترداد: إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أي إنسان فقدت الأمة؟! وأي عظيم رحل؟! إنه ألم بحجم الوطن، وحسرة بعمق الإنسانية، والشاهد ليس كلمات تتهادى ولا جمل تصف، بل عيون شاخصة ترقب الشاخص العظيم في أطهر بقاع الأرض، ليقف عند علامة من علامات التاريخ في عصره الحديث.
نايف... يكفيك أن تذكره هكذا ليدرك المخاطَب أنك تعني صراحة «أسد الشريعة» وحامي الوطن العظيم، الذي أحبه ذوو القلوب المطمئنة، وأضنى عداه الذين رفضوا العدل واستكبروا فخروا صاغرين أمام رجل عظيم.
وعلى الرغم من تصديه للمهام الجسام التي تعصف بالأمة من شرقها إلى سواحل غربها فإنه لم يترجل لحظة واحدة عن دوره الطليعي في تطوير الكوادر الوطنية التي إن ربتْ وسمتْ علا شأن الوطن، فتصدى لملف القوى البشرية في بلاده ليضع بصمته العميقة التي لا تخفى.
ولعل السنوات التي تسنم فيها مجلس القوى العاملة كانت شاهدا صريحا وأصيلا على الرؤية الاستراتيجية والذهنية الرفيعة التي لا تتفتق إلا عن شخصية عبقرية يسبك التاريخ نجاحاتها ويتشح بعرقها، تلك الجهود التي ينوء كثيرون عن حملها، ولا يتصدى لها إلا متفردون في المعمورة، ومنهم نايف.
وما انفك «أسد الشريعة» يكرّس جهده لسنوات طوال ليحقق رؤيته البعيدة في تطوير الأمن الوطني والإقليمي مرتكزا على السمو بفكر رجالات الأمن في بلاده، الذي يتأتى منسابا من خلال تطوير القدرات البشرية عبر ثنائية التعليم والتدريب المستدام، وهو ما يعني بالضرورة تشكل الرؤية لسعيه المنهجي لعصرنة الإدارة وتحديث الأنظمة، فكان له ما أراد، فحق له أن يفخر بالإنسان السعودي الذي يؤدي رسالته الإسلامية العالمية بلسان عربي فصيح بلا شبهة... بلا زيغ.
ومن تكن هذه خصاله ومزياته في الاهتمام بالكادر البشري، فلا غرو إن كان تبوؤه لأول مجلس لإدارة صندوق تنمية الموارد البشرية نبراسا للعاملين فيه، ولمن خلفه بعد ذلك، والحقائق والأرقام شاهد صدق لرجل قال لسان حاله حتى آخر أنفاسه: المواطن أولا.
اللهم أسألك وأنت الذي لا تضيع ودائعك أن ترزق عبدك الصالح نايف بن عبدالعزيز جنتك التي وعدت بها عبادك الصالحين، وأن تمن على محبيه صبرا عظيما وسلوانا، وأن تعين خلفه على حمل الأمانة الثقيلة والمهام الجليلة التي ترجل عنها نايف الشخصية الفذة في لحظة لا بد منها.ولأن من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، فلا نقول إلا ما يرضيك رب الأرباب الذي ارتضيت لنا الإسلام دينا: إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
- مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية
almoaiqel@hrdf.org.sa