تبقى الكلمات الخالدة، وتبقى الأعمال الخالدة ، ويخلد التاريخ ذكر من لايخافون في الله لومة لائم، فيخدمون الدين والوطن ويفدونه بأرواحهم وأموالهم وكل غال لديهم إلى آخر أيام حياتهم، وهكذا كان الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

جاء الرحيل مفاجئا ومؤلما بحجم الوطن، وبحجم الأمن والأمان الذي أرسى دعائمه لأكثر من ستة وثلاثين عاما من عمره المبارك.

جاء الرحيل..كجرس إنذار أو صحوة مفاجئة لكل محب لدينه ووطنه ، ولكل غافل بلا انتباه.

جاء الرحيل الأبدي.. ليذكرنا بآخر وصاياه الخالدة رحمه الله: (نحن مستهدفون.. في عقيدتنا، نحن مستهدفون.. في وطننا، أقولها بكل صراحة ووضوح.. دافعوا عن دينكم..

دافعوا عن وطنكم.. دافعوا عن الأجيال القادمة).

ولأنه لم يكن رجل أمن فقط بل كان «رجل بأمة» رجل فكر وسياسة وإعلام فقد أردف قائلا: (يجب أن نرى عملا إيجابيا، ونستعمل وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام، ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم)، ثم دعا إلى استعمال القنوات التلفزيونية والإنترنت لخدمة الدين راجيا من الله عز وجل التوفيق والسداد.

جاء الرحيل الأبدي.. ليعلمنا بأن الوصايا الأخيرة والكلمات المؤثرة تترك بصماتها في الذاكرة لنستيقظ لحظة فقد ، ورغم كل ذلك لايسعنا إلا أن نقول: إن لله ما أخذ ولله ماأعطى وكل شيء عنده بمقدار، وإن القلب ليحزن والعين لتدمع ولانقول إلا مايرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).

فعزاؤنا ومواساتنا لخادم الحرمين الشريفين ولإخوته وأبنائه الكرام وللأسرة الحاكمة وللشعب السعودي في فقيد الأمة رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

وعزاؤنا لأنفسنا بأن الأمير نايف وإن رحل فقد خلف وراءه مليون نايف تتلمذوا على يديه واستقوا من حزمه وحلمه وحنكته ليواصلوا نهجه في محاربة الفكر الضال ودحر الإرهاب بشتى أنواعه وصوره، فهم خريجو مدرسة عريقة وأنموذج استثنائي جفف منابع الإرهاب داخل البلاد ونفاه خارجها بعزم شديد وفكر فريد، مع حكمة ومناصحة أعادت المغرر بهم إلى أهليهم تائبين.

جاء الرحيل الأبدي وبقي الشعار الذي حفظه الصغير والكبير حاضرا في أذهاننا.. «وطن لانحميه لانستحق العيش فيه».

- مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية