|
نقل رجل الأعمال عبدالرحمن الحناكي أحرَّ التعازي في وفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى الأسرة الحاكمة وأفراد الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية، تغمده الله بواسع رحمته وكريم عفوه وإحسانه.
وقال الحناكي: «عرفنا الأمير نايف سياسياً حكيماً، يقف على رأس المهام في المؤسسات الوطنية، وأركان الدولة السعودية، منذ توليه أول منصب وكيل إمارة منطقة الرياض في 1975 حتى رحيله». مضيفاً «أتذكر حين ظهر في مؤتمر صحفي، محرم 1400، ليعلن وأد فتنة جهيمان، وهو الحدث الذي يشكل مرحلة تاريخية صعبة في تاريخ الدولة السعودية الحديثة، ومنذ ذلك العام أيضاً عرف العالم الأمير نايف».
وأشار الحناكي إلى قدرته - رحمه الله - على ضبط الأمن الداخلي، حتى صنع ونشر ثقافة «المواطن رجل الأمن الأول». مستطرداً: «قبل بداية العقد الحالي كان الأمير نايف مع موعد شبيه بذلك الموعد في بداية الثمانينيات؛ حيث عاد التطرف مرة أخرى، لكن بطريقه مغايرة وتكتيكات صعبة أرهقت الأمن الدولي، لكنها لم تستعصِ على الأمير نايف، حتى بات يلقَّب بـ(عراب الأمن الفكري)».
وتابع: «شهد العالم كيف أدار هذا الملف برؤية كانت مثار استغراب العالم عندما طرحها للوهلة الأولى، وهي الأمن الفكري، أقوى الأسلحة لمواجهة الإرهاب كما بينت الاستراتيجية التي تبعتها وزارة الداخلية السعودية والنجاحات التي حققتها، واستفاق العالم بعدها على تبني رؤيته من قبل، وفي مقدمته الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا، وكذلك الدول العربية والإسلامية».
وقال الحناكي: «يُعرف عن فقيد الوطن - رحمه الله - حلمه اللامحدود وحزمه في الوقت نفسه وكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه فعل الخير في شتى المجالات، وحرصه على دعم العلم وأهل العلم والمبادرات ومراكز بحوث السنة والدراسات الإسلامية».
وأضاف: «عُرف عنه رباطة الجأش والحزم في التعامل مع كل من يلامس الأمن، الذي يعتبر خطًّا أحمر بالنسبة له، لا يقبل الاقتراب منه، ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية في مايو 2003 كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن، التي تصدى لها ولي العهد النائب الثاني وزير الداخلية - رحمه الله».
وأشار إلى الأيادي البيضاء لفقيد الوطن في العديد من الملفات الخاصة في مجال العمل الخيري والإغاثي؛ حيث كان يشرف على عمليات إغاثة الشعوب المنكوبة، وتحديداً في الحربين الأخيرتين اللتين شنتهما إسرائيل على الجنوب اللبناني وقطاع غزة؛ حيث كان الأمير نايف بن عبد العزيز على رأس العمل في دعم القضية الفلسطينية «وتجلى ذلك خلال ترؤسه اللجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أُنشئت عام 2000م بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك فهد بن عبد العزيز، وقد كنت أحد أعضائها، ولمست منه - رحمه الله - حرصه وعطفه ومتابعته التفاصيل كافة».
وقال الحناكي: «كان - رحمه الله - بارعاً في مسؤولياته، وأهمها، وقد نقول أهمها على الإطلاق، مسؤولياته من خلال ترؤسه اللجنة العليا لموسم شعائر الحج في مكة المكرمة كل عام، وقبلها بشهرين موسم العمرة في شهر رمضان الكريم، وسجَّل فيها نجاحات أبهرت العالم أجمع، بتوفيق الله عز وجل، ثم بقيادة نايف بن عبدالعزيز للمؤسسات والأجهزة الوطنية، التي يفخر بها السعوديون».