|
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على ما قسم وله الحمد على ما قدّر. له ما أخذ وله ما أعطى ولا نقول إلا إننا على فراقك يا نايف لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد فجعنا برجل ليس كالرجال، رجل نحن بأمس الحاجة له خاصة في هذه الأيام. لقد فجعنا بحارس الأمن، لقد فجعنا برجل المواقف خاصة موقفه المتجلي ضد القاعدة والإرهاب، فجعنا برجل الحكمة والتواضع والحزم والعزم.
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل ليس كالرجال، إنه السهل البسيط الذي تتكلم معه وكأنك تتحدث إلى أبيك أو أخيك بل وحتى أحد زملائك أو أحد أصدقائك.
كان لنا نحن أبناء كلية الملك فهد الأمنية كالأب، نلجأ إليه بكل الأحوال. كم من مريض تم علاجه على حسابه وكم من مريض قام هو بزيارته المفاجئة، وكم من معضلة قام بحلها.
ولم أفاجأ حيث يقول الكل إنه أب وأخ وصديق لجميع أفراد شعبه.
إن بلدنا العزيزة بين فكي أسد بل أسود ضارية تتحين بنا الفرص والدوائر ولكن وجود شخصية بأعلى المواصفات لرجل حكم من الطراز الأول مثل نايف بن عبدالعزيز كان يجعلنا مطمئنين واثقين, ولقد كان حازماً وغير متهاون في مسألة أمن بلادنا. لقد وقف وقفة مشرفة بل مضرب مثل في حربة ضد الإرهاب والتدمير. بل والله لا أحنث بيمين إذا قلت إننا نقف فخورين في المحافل الغربية بنجاحاتنا ضد الإرهاب والإفساد كل هذا بحكمته وقيادته, لقد فرح بعض المفسدون بوفاته ولكن هيهات هيهات. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه أسوة حسنة، لقد فرح وهلل بعض المغرضين والمنافقين والمجوس الكفرة عندما توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وها هم أحفادهم وأتباعهم يهللون ويصفقون ولكن هيهات هيهات. إن بلادنا التي ولدت نايف لم تعجز أن تلد من يسير على خطاه. إن عزاءنا بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير الشهم الجاد الحازم أحمد بن عبدالعزيز، كما أن عزاءنا بابنه صاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
أعانكما الله يا حارسا الأمن وحفظك الله يا بلدي، وحفظ الله أمنك ودمت ذخراً للعرب والمسلمين.
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
العميد الدكتور/ محمد بن عبدالرحمن العبيد - وزارة الداخلية