|
وداعاً أيتها الروح الطاهرة.. وداعاً أيتها العين التي طوت العقود والعهود.. دون أن يُغمض لها طرف أو تهنأ بغفوة منام عابر.. يودعك السعوديون كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً بأعين فاضت بالدمع.. حين زارتهم فاجعة نبأ رحيل نايف بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ هذا الرجل الذي نذر نفسه وحياته وعمره كاملاً في سبيل تحقيق ما ينعم به هذا الوطن اليوم من أمن واستقرار قلّ مثيله في جل بلدان العالم.
كيف لا نبكيك نايف الأمن والأمان وأنت الذي هيأت ـ بعد الله ـ اللبنة الأولى لكل ما يعيشه الوطن من تنمية وحضارة.. عبر إرساء قواعد الأمن والاستقرار في مختلف شؤون المواطن، وعلى امتداد خارطة الوطن.
هذا الوطن الشامخ الذي يحفل سجله المشرف بإنجازاته الوطنية المتعددة داخلياً وخارجياً؛ ما يجسد أنموذجاً فريداً في الإدارة والإرادة حزماً وحلماً وحكمة.. تمثلت في قيادته البليغة لملفات عديدة، بدءاً بإرساء أمن هذا الكيان المترامي الأطراف.. واجتثاث الإرهاب من جذوره في غضون سنوات معدودة، وصنع للعالم مثالاً كبيراً يحتذى ويقتدى به في هذا المجال..
وهنا أود أن أشير سريعاً إلى رعاية سمو ولي العهد ـ يرحمه الله ـ جامعة الإمام، ودعمه مشاريعها وبرامجها ومسيرتها في مختلف حقول المعرفة والعلم.. حيث لا يخفى على الجميع ما حظيت به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من لدن سموه من دعم وعطاء كبيرين.. ومن ذلك على سبيل المثال كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للوقاية من المخدرات وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدراسات الوحدة الوطنية.. ناهيك عما قدمه ـ يرحمه الله ـ من دعم للمشاريع البحثية على مختلف المستويات.. إلى جانب رعايته الكريمة لمعظم إن لم نقل جل أنشطة الجامعة وفعالياتها الفكرية والبحثية.
غفر الله لفقيدنا جميعاً - وطناً وشعباً - نايف بن عبدالعزيز.. الذي لم يكن لأفراد الشعب السعودي كافة سوى الأب الحاني والأخ القريب والصديق الصادق.. وأصدق التعازي لنا جميعاً بدءاً بقائدنا الوالد المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - ثم للأسرة السعودية الحاكمة خاصة، ثم للشعب السعودي عامة.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
د. محمد بن سعيد العلم الزهراني - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتبادل المعرفي والتواصل الدولي