كانت مفاجأة مؤلمة، ومحرقة ومباغتة.. إن فراقك يا مهندس الأمن والتنمية في بلادنا.. ويا حامي حمى هذه البلاد من صفاقات الموتورين وأعداء التنمية.. يا من حمل هموم المواطنين، والمقيمين والحجاج والمعتمرين.. ويا من أسس للعلوم الأمنية مراكز علمية وجامعات وربط بين قلوب العرب والمسلمين.. ووحَّد منهج الأمن العربي في مجلس وزراء الداخلية العرب، ولمَّ شتات الأفكار الضالة وقوَّمها بالمناصحة، واستقبل العائدين من الإجرام بأحضان الأبوة والستر.. وتماهى مع معطيات الخير عبر ضروبه المختلفة.
- بماذا نرثيك يا نايف بن عبدالعزيز وقد عملت عمراً مديداً لنشر التنمية المتوازنة عبر نظام المناطق وتوجيهات أمرائها ليكونوا عوناً للمواطن والمقيم، بماذا نرثيك وقد قيضت للسنة النبوية الصافية جائزة ستبقى مع الأجيال.
- بماذا نرثيك ونحن أبناؤك الذين تربينا في أحضانك منذ أكثر من ثلاثين عاماً في ردهات وزارة الداخلية.
- بماذا نرثيك وقد كنت قلباً عطوفاً رحيماً، ويداً سخية، ومعلماً مرشداً، وقائداً فذاً.. بماذا نرثيك وأنت تبتسم لأجيال تلو أجيال تعلمهم حب هذا الوطن والذب عن حياضه بالغالي والنفيس.
- هل أتحدث عن قيادتك بقطاعات وزارة الداخلية أم عن إمارات مناطقها، أم عن المجالس المختلفة الإعلامية والثقافية، وهموم الشباب، ومجلس القوى العاملة، وجامعة نايف، والسنة النبوية ورئاسة الحج والعمرة، وهموم المواطن عندما تلتقيه في ردهات الوزارة مبتسماً له ملبياً لحاجاته.
- هل أتحدث عن نايف الحكمة والحلم والرزانة والمروءة والشجاعة أم أتحدث عن نايف الذي يزن الكلام وزناً عميقاً عندما تهب أمامه وسائل الإعلام طلباً لتصريحاته العظيمة.
- هل أتحدث عنك وقد غرست الأمن وقضيت على الإرهاب وأنشأت مدرسة متميزة في المناصحة وفي التعامل الإنساني الحنون.
- بماذا أرثيك وقد فتحت للناس جميعهم قلبك الكبير، ومحضت منسوبيك في الوزارة عطفك الأبوي الكريم، بماذا أرثيك وقد قمت بواجبك على أكمل وجه يُتصور.. منذ كنت وكيلاً لإمارة مروراً بمبنى الوزارة القديم على شارع المطار - الملك عبدالعزيز- وانتهاء بهذا المبنى العظيم التي بنيته لأبنائك وإخوانك رجال الأمن والتنمية.
بماذا أرثيك وقد أسكنت من عرفك أهداب عيونك وابتسامتك الحانية.
- صدقني - يا رحمك الله - لا أستطيع التعبير.. المفاجأة أكبر، والحزن ضارب بالجذور، ولربما كان المتنبي أعمق عندما قال:
أرق على أرق ومثلي يأرق
وجوى يزيد وعبرة تترق
جهد الصبابة أن تكون كما أرى
عين مسهدة وقلب يخفق
يا ولي العهد يا وزيرنا المحبوب، رحمة الله عليك رحمة واسعة.. أسأل الله لك فسيح جناته ومغفرته ومرضاته وجعل قبرك رياضاً من رياض الجنة، وتغمدك بواسع فضله ورضوانه، وجزاك عما فعلته لهذه البلاد خير الجزاء، إنه على كل شيء قدير.
كيف أرثيك وقد تعددت مناقبك وحضر أحبابك من أصقاع العالم العربي والإسلامي ليشاركونا همنا الكبير.. وهو فقدك يا نايف بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراك - ورحمك وألهم خادم الحرمين الشريفين الصبر والسلوان. وأقدم عزائي لإخوانك وأبنائك والأسرة الكريمة وللمواطنين في بلادنا والمقيمين، كما أخص أسرتك القريبة منك وبناتك. وأرفع يدي إلى الله متضرعاً أن يلهم أخاك سلمان بن عبدالعزيز الصبر والسلوان، وصاحب السمو الملكي الأمير الجليل أحمد بن عبدالعزيز ولسمو الأمير سعود بن نايف ولسمو الأمير محمد بن نايف ألهمكم الله الصبر والسلوان فالفقد أكبر.. كما أعزي زملائي منسوبي وزارة الداخلية على فقد حبيبنا جميعاً نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله - رحمه الله - رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
-وزارة الداخلية