ونحن في غمرة الحزن على فراق سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وآلام الفراق تزيد من وطأتها فقد خففت علنياً ثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في سيدي الأمير سلمان واختياره ولياً للعهد وتعيين سمو سيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية أنها الثقة التي منحها المليك المفدى وباركها الشعب السعودي الذي يعرف سلمان وأحمد هذين الرمزين اللذين أفنيا حياتهما الحافلة بالعطاء لخدمة المملكة والإخلاص في أداء الواجب لمليكهما ولشعبهما وأمتهما العربية والإسلامية. سيدي سلمان رجل المواقف وحاكم الرياض لأكثر من نصف قرن والذي يرأس الجمعيات واللجان المتعددة كما كان أخوه فقيدنا الأمير نايف سياجاً للوطن والمواطن، عمل لخدمة وطنه ولم يتوان ولا يزال والثقة والاختيار جاء في رجل كل عطاء وبناء وحزم كان خير خادم لملوك بلاده وخير معين لهم في كل ما يعود على المملكة بالخير والسؤدد فاهتمام الأمير سلمان ولي العهد بهذه البلاد وأهلها شامل وعام فكان على الجبهة الداخلية خير أمين، له باع طويل في برامج التطوير العلمي والمعرفي والاقتصادي وفي شتى المجالات، وأخيراً تولى شئون الجيش وتطويره ليكون سياجاً منيعاً لحماية وتقوية درع الوطن.
كما جاءت ثقة المليك التي باركها الشعب صغيراً وكبيراً في تعيين سمو سيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية بلسماً أثلج صدور الجميع لأن سموه كان الساعد الأيمن لشقيقه الراحل الأمير نايف -رحمه الله- في وزارة تعنى بالأمن والتنمية على حد سواء وحقق سموهما إنجازات أذهلت العالم نحو الأمن والتنمية، فكان الأمير أحمد مبدعاً وحاملاً للأمانة متتلمذاً على يد الراحل، وليست هذه الثقة بغريبة من القيادة وشعبها في هذين الرمزين سلمان وأحمد، فهما من أبناء صقر الجزيرة وموحد كيان هذه الأمة الشامخ نسأل الله لهما التوفيق والسداد ونبارك لهما ثقة القيادة الحكيمة ونتطلع لما سيتحقق على يديهما من إنجازات في كافة المجالات.. ولا شك أنهما سينهضان بهذه الثقة والمسؤولية التي أولاها لهما قائد هذه البلاد الذي كثيراً ما يردد ويؤكد على خدمة شعب المملكة ورفع سمعتها عالياً بين الأمم. نسأل الله أن يمنّ على سيدي خادم الحرمين بالصحة والعافية ليحقق لبلاده كل ما تصبو إليه ويشد أزره بسمو ولي عهده سيدي الأمير سلمان ويوفقه ويطيل في عمره ساعداً لخادم الحرمين الشريفين وأن يوفق سمو وزير الداخلية الأمير أحمد لكل خير وسؤدد ويرحم فقيد الوطن أنه سميع مجيب.