|
تلقى الشعب السعودي نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بمزيد من الأسى والحزن الشديد لهذا المصاب الجلل لما لسموه من مكانة شعبية وعالمية ظهرت جلياً فيما تناقلته وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية التي تعج بتصريحات ملوك ورؤساء دول وكبار الشخصيات في شتى بقاع العالم.
ولأن وفاته - رحمه الله - كانت خسارة كبيرة وفاجعة ألمت بمحبي سموه في الداخل والخارج لكونه رجلاً مهماً وركناً من أركان الدولة فهو رجل أمن بكل ما تعنيه الكلمة فمنذ توليه منصب وزير الداخلية كان سموه يضع الأمن في أول اهتماماته حتى أصبح أمن هذا البلد مثلاً يُحتذى به ولله الحمد كذلك اقترن بسموه أخطر ملف أمني وهو ملف الإرهاب الذي قضّ مضاجع العالم كله فتولى سموه قيادة هذا الملف بكل عناية واقتدار ووضع البرامج الفكرية المضادة للتطرف والإرهاب وقدم الرعاية والدعم لأسر هؤلاء المغرر بهم وكثّف دور المناصحة من خلال برنامج الأمير محمد بن نايف (للمناصحة) حيث كانت فكرته التي وصفها الكثير بالفكرة الرائدة لتقديم النصح للشباب المغرر بهم حتى عادوا مواطنين صالحين نافعين.
إن الأمير نايف - رحمه الله - وإن رحل عنا إلى جوار ربه فقد ترك لنا إرثاً عظيماً سنجده في أعماله وتوجيهاته فحياته العملية مليئة بالعطاء المتدفق وهو خبرة لا مثيل لها ويجب الاستفادة من أعماله ويسترشد بها في إدارة ملفات الأمن والحياة السياسية والاجتماعية، ومن كان محباً للأمير نايف فعليه الاقتداء به والسير على نهجه فنايف موجود بين السطور والملفات والوثائق والقرارات والتوجيهات وإذا كان له حق علينا من الدعاء له بالرحمة والمغفرة فمن البر به أن نتبع سيرته العملية وخططه الناجحة في الملف الأمني وغيره.
إن أعماله يمكن أن تفتح آفاقاً علمية لطلاب العلم والدراسات العليا فهم بأمسّ الحاجة لهذه الخبرات المتراكمة في حياته - رحمه الله - ويجب أن تنشر وتظهر لطلاب العلم ولعامة الناس للاستفادة منها.
إن علينا أن نتذكره وننزل اسمه مع رجال هذا الوطن المخلصين الذين سبقوه بدءاً من مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأبناءه البررة ونترحم عليهم وندعو لهم بالرحمة والمغفرة وأن يتقبلهم الله بقبول حسن وندعو كذلك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأشقائه والأسرة المالكة بطول العمر والصحة والعافية والتوفيق والسداد.
وإذا كان هناك من أسف وشعور بالألم الشديد فهو أن أرى في وطني أناساً ظهرت منهم علامات الريبة والتشفي لوفاته رحمة الله عليه وإني أحسبهم أعداء وعملاء يجب أن نحذرهم فهم أخطر من العدو لأنهم كشفوا القناع عن وجوههم وبانت نواياهم فحسبهم الله على ما يفعلون ونقول لهم لا تشمتوا فإذا رحل نايف فكل الوطن نايف ولن نسمح لكم بتنفيذ مخططات الغدر والخيانة والعمالة وسيظل هذا البلد شامخاً عصياً وقوياً في وجه أعدائه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فإلى جنة الخلد يا نايف.
(*) مدير عام مكتب وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية