{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإن النفس على فراقك لتتألم، والفكر مشتت من عظم الصدمة. بالأمس كنا نعيش حالة فرح، وسرعان ما انقلبت إلى حالة حزن شديد وصمت رهيب حين فوجئنا بخبر رحيلك عن دنيانا الفانية إلى الدار الباقية. الألم والحزن كانا يعصران القلوب، والدموع تنهمر في صمت رهيب، والألسنة تلهج بدعاء لا ينقطع، تسأل الله لك الرحمة والمغفرة والجزاء الحسن، وترجو الله أن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنان مع عباده الصاحين، ومع من سبقك من أحبتك ووالدك وإخوتك الأبطال الأوفياء المخلصين..

كأنك يا أبا سعود على موعد مع نور الجنة، فسرعان ما حققت في ساعات قليلة أمنية طفل صغير بريء حُرم من نعمة البصر، ومن نعمة التعليم، فأبت أبوتك وحنانك ورقتك وإنسانيتك إلا أن تسرع بإصدار الأمر بسرعة علاج عينَيْه؛ ليرى نور الدنيا ونور الحياة، ويستمتع بنور العلم، وأنت لا تعلم أنك ستستمتع إن الله شاء الله بنور الجنة ونور نعيمها وبردها وسلامها بإذن الله.

وإن أعداءك وأعداءنا وأعداء وطننا ومَنْ فرح بحزننا على فراقك واستلذ بألمنا على رحيلك.. إنهم قريباً بإذن الله يستلذون بحزن لا ينتهي ورحيل إلى نار سعيرها يشوي الوجوه على بعد سنين، خالدين مخلدين في نار جهنم أبد الآبدين.

أعزي نفسي وأعزي والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين وأبناءك الأعزاء وبناتك الكريمات وأحفادك وجميع الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي كافة، داعية للجميع بالعمر المديد في صحة وعافية، وأسال الله لك الثبات والمغفرة والرحمة الواسعة والجزاء الحسن وجنات عرضها كعرض السماوات والأرض. سائلة الله العلي القدير أن يديم على وطننا في ظل أبي متعب وإخوته وأسرته الكريمة دوام الأمن والأمان، والرخاء والتقدم والازدهار، والنصر المبين على أعدائنا وحسادنا ومن ينافقنا ويسعى لتدمير عقول شبابنا. {إنا لله وإنا إليه راجعون}، والحمد لله على كل حال.

بهية بوسبيت - الأحسـاء