|
لقد جاء خبر رحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز صدمة بالغة علينا جميعاً، فهو كان شخصية محبوبة من كافة أبناء الشعب السعودي، لحرصه على توفير الأمن والأمان للجميع وجميع دول العالم شاهدة على إنجازاته في مسيرة الأمن التي تحققت بفضل أفكاره وعمله المتواصل في محاربة الإرهاب وخدماته التي لا تتوقف لحجاج بيت الله الحرام على مدار العام.
وضع بصماته - رحمه الله- على جميع المستويات الداخلية والخارجية، وسجله الوطني حافل بالإنجازات الكبيرة سواء على صعيد الأمن الوطني أو العالمي، والمتتبع لجهود سموه يدرك حجم النجاحات التي حققها وسطَّرها له التاريخ بأحرف من نور، وما تحقيق الأمن على أرض أطهر وأقدس بقاع العالم مملكتنا الغالية إلا دليل قاطع على أنه الرجل القوي الأمين على هذا الوطن، وليس ذلك فحسب، بل إن اهتماماته تركّزت على حماية الأمن العربي والإسلامي، كما أن بصماته في جانب الأعمال الخيرية لا تعد ولا تحصى، حيث وهب نفسه لفعل الخيرات، التي ستكون بإذن الله في ميزان حسناته.
يكفينا فخراً ما تحقق بعد عون الله وتوفيقه على يد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله- فالعديد من النجاحات المتتالية حققها سموه من خلال عدد من المواقع التي أدارها باقتدار وكفاءة عالية وأصبح المواطنون والمقيمون ينعمون بنعمة الأمن والأمان بفضل الله ثم بفضل العيون الساهرة من مهندس الأمن في المملكة وجهوده في مكافحة الإرهاب أبرز وأعظم إنجاز وأيضاً إشرافه المباشر على خطة الحج التي تنفذها المملكة سنوياً من خلال ترؤسه لجنة الحج العليا منذ قدوم الحجاج حتى مغادرتهم وتوجيهاته لكل القطاعات العاملة في خدمة الحجيج بمضاعفة الجهود حتى يؤدي الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة إلى جانب دعمه ورعايته للشأن الاقتصادي وتتبع احتياجاته والرقي بشأنه في مختلف الأصعدة.
ومن كلماته المشهودة عن الإرهاب قال - رحمه الله- «المدافع عن حق ليس إرهابيًّا والمحارب في مواجهة الظلم والباطل واغتصاب الحقوق ليس إرهابيًّا، الإرهاب في مفهومنا هو: صفة الفعل الخارج عن الشرع والقانون والمنتهك لحرمات الآخرين، وهو الفعل الشيطاني الذي لا يُقرّه دين ولا تؤيّده الأعراف ولا القيم الإنسانية. فعل يهدف إلى الإضرار بالآخر؛ لأهداف ذاتية ضيقة أو لمفاهيم جاهلة منغلقة، كما أن الإرهاب عبر التاريخ البشري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مرتبطًا بعقيدة أو جنسية أو وطن، فهو في كل مكان يبرز فيه الأشرار والحاقدون والجهلة ومرضى النفوس بصرف النظر عن عقائدهم أو أوطانهم.
أتقدم بخالص العزاء والمواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين وللأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي النبيل، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يجزيه خير الجزاء ويحسن إليه بقدر ما قدّمه من عطاءات لوطنه ودينه وأن يجعل مأواه إن شاء الله الجنة، فكم كان مخلصاً لوطنه وصادقاً تجاه شعبه وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
- مدير عام شركة الروسان للمقاولات