قالها في مناسبات كثيرة: نحن بلد مستهدف في دينه واستقراره وأمنه، وفي ولاة أمره وعلمائه، ولابد أن نكون جميعاً رجال أمن منافحين عن هذا الوطن الغالي. وقالها في حديث للإعلاميين بعد إحدى المناسبات منافحاً عن جهاز «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»: هذا الجهاز من أهم أجهزة الدولة لأنه يقوم على شعيرة من شعائر الإسلام، ألا وهي شعيرة «الحسبة» الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا فلابد من دعم هذا الجهاز والتعاون معه وأنْ تُعالج أخطاؤه - إذا وقعت - كما تُعالج أخطاء أيّ جهاز من أجهزة الدولة.
قالها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الداخلية - يرحمه الله - وهو في موقع المسؤولية، وكرَّرها مراراً فهي وصيَّة واضحة إلى كلِّ مسؤول في هذه الدولة، وكل موظف وكل فرد من أفراد الشعب السعودي المستهدَف من قِبَل الأعداء: القريبين والبعيدين لأنه شعبٌ يعيش في بيئة إسلامية واضحة المعالم.
نعم هي وصيَّة من «نايف» الذي ودَّع الحياة تاركاً وراءه عَالَمَاً صاخباً بالأحداث، وواقعاً بشريّاً مضطرباً، ودنيا مشغولة بنفسها لهواً وحروباً وصراعات سياسية وعسكرية وطائفية ومذهبية تتصاعد حِدَّتها في عالمنا العربي الذي يحتاج إلى تكوين صفٍّ واحدٍ يقف على أرض صَلْبة من المبادئ والقيم.
سمعت للأمير الراحل نايف - يرحمه الله - كلمة ألقاها في حفل تسليم جائزة الأمير نايف للسنَّة النبويّة في المدينة المنورة، فأثلجت صدري أفكاره المضيئة حول سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأطربت أذني كلمات واضحة «القرآن والسنّة، العقيدة الصحيحة، القيام بواجب الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، المحافظة على مكتسبات هذه البلاد التي رفعت راية التوحيد منذ تأسيسها» وغير ذلك من الكلمات التي تَسُرُّ الخاطر، وتشرح الصّدر وتؤكِّد الإحساس بالمسؤولية.
رحل نايف بن عبد العزيز فهو الآن عند ربٍّ عليم غفور رحيم، نسأل الله أن يعظم فيه الأجر، ويحسن فيه العزاء لخادم الحرمين وإخوته جميعاً وأولاده ولأبناء هذه البلاد الغالية حماها الله من كيد الكائدين، ومكر الماكرين.
