أدِرْ كَأسَ الْوَدَاعِ على الْمَعَانِي
وَعُلَّ حُشَاشَتِيْ مِمَّا شَجَانِي
وَطَرِّزْ لِلْجَزِيْرَةِ ثَوْبَ صَبْرٍ
فَإنَّ حِدَادَهَا فَوْقَ الْبَيَانِ
تَرَجَّلَّ «نَايْفُ» المِقْدَامُ عَنْهَا
فَأمْسَتْ في ضَنِيْنَاتِ الْحَنَانِ
إذَا كَانَ ارْتِشَافُ الصَّادِ مُرًّا
فَكَمْ في الصَّبْرِ مِنْ حُلْوِ الْجِنَانِ
أثَابَ اللهُ فِيْكَ ذَوِيْ خِصَالٍ
تَسَامَتْ في الدَّقَائِقِ وَالثَّوَانِي
بَنِيْ عَبْدِالْعَزِيْزِ الْغُرِّ طُرًّا
حُمَاةَ الدِّيْنِ أقْمَارَ الزَّمَانِ
وَشَعْبًا ذا شُمُوْخٍ وَاعْتِدَادٍ
تَجَاوَزَ في الْمَكَارِمِ والأمَاني
فَيَا وَطَنَ الْمَحَامِدِ وَالْمَعَالِيْ
وَيَا مَجْدًا تَرَاءَى لِلْعَيَانِ
أقِمْ صَلَوَاتِكَ الْمُثْلَى مَنَارًا
وَرَتِّلْ مِنْ كِتَابِكَ وَالْمَثَانِي
قَرَائِحَ لَمْ تَزَلْ في الكَوْنِ تَتْرَى
مُنَزَّلَةً على هَذَا الْمَكَانِ
بُيُوْتُ اللهِ في الآفَاقِ جَذْلَى
وَتَصْدَحُ بالإقَامَةِ وَالآذَانِ
هُنَا التَّوْحِيْدُ رَايَتُهُ تَسَامَتْ
فَغَنِّ لَهَا بِقَلْبِكَ وَاللِّسَانِ