|
رفعت رابطة العالم الإسلامي تعازيها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأصدرت بياناً بهذا الخصوص جاء فيه:
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا
أما بعد:
فإيماناً بقضاء الله وقدره، تتقدم رابطة العالم الإسلامي ومنسوبوها، والهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية التابعة لها بالعزاء لمقام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وأبناء الفقيد وإخوانه، والأسرة المالكة الكريمة في المملكة العربية السعودية، والشعب السعودي الكريم، بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
لقد عرف الفقيد - رحمه الله - بالحلم والحزم، والكرم والسخاء ومساعدة المحتاج، وحبه لفعل الخير، والبر بالناس، ودعم العلم وأهله داخل المملكة وخارجها على نفقته الخاصة.
وكان - رحمه الله - شخصية قيادية فذة، وهو معروف ببعد النظر والحكمة والحنكة السياسية والإدارية، مما مكنه من الإسهام في علاج مشكلات وطنه وشعبه وحمايتهم من آفة الإرهاب وأهلها الذين اعتدوا على أمن الوطن وأمن أهله والمقيمين فيه، فكان العين الساهرة على ترسيخ الأمن والطمأنينة في ربوع المملكة.
لقد خدم - رحمه الله - الإسلام من موقعه، ورعى كثيراً من المناشط والأعمال في خدمة الدعوة وخدمة السنة النبوية، وخدمة التراث الإسلامي وأنشئ العديد من الكراسي العلمية بدعم من سموه الكريم، ومنها كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية، وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض.
لقد أولى الأمير نايف - رحمه الله - السنة النبوية والدراسات الخاصة بها عناية كبيرة، فأنشأ مسابقة خاصة بها، وخصص لها الجوائز والمكافآت القيمة، وفتح الباب واسعاً أمام الأجيال لحفظ حديث رسول الله، وفهمه، وفق الأصول العلمية، ومنح حفاظ الحديث النبوي المكافآت، حرصاً منه على ربط الأجيال الشابة بسيرة رسول الله، وأخذ أسوتهم من حياته صلوات الله وسلامه عليه.
وخدم - رحمه الله - شعيرة الحج خدمة متميزة ومتكاملة، أعواماً مديدة، وذلك من خلال رئاسته للجنة الحج العليا، فكان يسهر على شؤون الحجيج ويتابع تقديم الخدمات الشاملة لهم، وكان حريصاً على تفقدهم، يتجول ويزور مواقع المشاعر قبل الحج وفي أثنائه، للاطمئنان على أوضاع الحجيج وسلامة الحج ونجاحه.
وخدم الإعلام في المملكة خدمة متميزة من خلال ترؤسه للمجلس الأعلى للإعلام، الذي درس السياسة العليا للإعلام في المملكة، ووضع الأسس الصحيحة لإعلام متقيد بالإسلام في دولة قامت على الإسلام وطبقته.
وخدم الشؤون الإسلامية من خلال ترؤسه للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وما قدم من خلاله من خدمات للإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وغير ذلك من المجالس واللجان التي ترأسها، وكان له الأثر الكبير فيما قامت به من جهود.
وعرف الأمير نايف - رحمه الله - بحبه للعمل الخيري، ومتابعة أوضاع المحتاجين داخل المملكة وخارجها، وقد أهله ذلك لتولي العديد من الملفات الخاصة في هذا الشأن، والإشراف على هبات المملكة وعطائها للشعوب الإسلامية والإنسانية وإغاثة منكوبيها، وفي مقدمة هذه الشعوب شعب فلسطين المنكوب، فقد عرف - رحمه الله - بدعم قضيتها ومساعدة أهلها، وإدارة الحملات الخاصة بإغاثتهم، حيث كان رئيساً للجنة السعودية لدعم انتفاضة المسجد الأقصى التي أنشئت عام 2000م.
لقد وهب الأمير نايف حياته لخدمة وطنه، وخدمة دينه، وخدمة أمته، وخدمة الإنسانية مما جعله ينال أرفع الأوسمة والشهادات، ومن أهمها وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وجائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام (2009م) من الكونغرس الطبي الدولي في بودابست، تقديراً للدور الإنساني الذي كان - رحمه الله - يقوم به في الإشراف على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول المتضررة، وكان أول شخصية عربية إسلامية تنال هذه الجائزة.
رحم الله الأمير نايف وجعل ثواب أعماله في موازينه، إنه سميع قريب مجيب، وليس لنا في هذا المقام إلا الدعاء للفقيد بالرحمة والغفران.
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}.
د. عبد الله بن عبد المحسن التركي - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي