الحمد لله القائل في محكم كتابه {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. نعزي قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وأصحاب السمو الملكي الأمراء والشعب السعودي الكريم والأمتين العربية والإسلامية ونعزي أنفسنا بوفاة فقيد الجميع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله.

حقيقة تعجز الحروف والكلمات عن التعبير عن حجم الحزن والأسى في وفاة المغفور له - بإذن الله تعالى - صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. فلا شك أن المصاب جلل، والفاجع أليم، إذ فقدنا وفقد الوطن والأمتان العربية والإسلامية رجلاً عظيماً وقائداً محنكاً خدم دينه ومليكه ووطنه.. فقد كان - رحمه الله - ذا مواقف عظيمة وإسهامات كبيرة وحضور مشرّف على الصعيدين الداخلي والخارجي.. لقد فقدت المملكة والشعب السعودي واحداً من أركانها ورجالها العظام، حيث كانت له الأيادي البيضاء والآراء النيرة في عملية التطوير والتحديث التي مرت وتمر بها بلادنا من خلال العديد من المناصب التي تقلدها - رحمه الله -، كما أسهم مساهمة فاعلة حتى تحقق له ما كان يصبو إليه من تطور ونهوض لمهام وواجبات وزارة الداخلية وما يتبعها من إمارات وقطاعات أمنية مختلفة.

يعجز المرء عن تعداد مآثر الفقيد الكثيرة والتي من أبرزها قيادته - رحمه الله - تجربة مكافحة الفكر الضال والإرهاب وتركيزه على معالجة الأسباب الجذرية والنظر إلى جميع الجوانب ذات الصلة بموضوع الإرهاب، كالبعد الإنساني والاجتماعي والبيئة للشخص المدان بالإرهاب بما في ذلك نظام المناصحة الهادف إلى الأخذ بيد الشباب الذين غرر بهم ليصبحوا مواطنين صالحين والذي حقق نجاحاً كبيراً في تغيير مجرى فكر عدد من الإرهابيين وأصبحت هذه التجربة أنموذجاً يحتذى به على المستوى العالمي. أما عن دوره في مجال خدمة ضيوف الرحمن باعتباره رئيس اللجنة العليا للحج فهو دور مشرف، حيث أشرف شخصياً على وضع الخطط ومتابعة تنفيذها مما أدى - بعد توفيق الله - إلى نجاح مواسم الحج. أيضاً له إسهامات في المجالات العلمية من خلال تأسيس الجوائز والكراسي العلمية في الجامعات التي تخدم شتى المجالات.. وكان -رحمه الله- له لمسات حانية في المجالات الإنسانية والخيرة سواءً بالداخل أو الخارج.

إن عزاءنا في هذا المصاب الجلل هو ما تركه لنا من أعمال جليلة ومآثر خيرة وسجل حافل بنصرة الدين وحفظ أمن البلد.. فرحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأنزله منازل الشهداء و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

صالح بن منيع الخليوي - مدير عام الجمارك السعودية