فاجأنا الموت، زارنا هذه المرة، ليلتقط من بيننا من ارتبطت صلتنا وعلاقتنا به عن حب وتقدير، عامداً متعمداً بأن يضعنا في الحال الذي نتجرع فيه مرارة الحزن، وقسوة الصدمة، ولنواجه لفترة قد تطول معاناة شديدة القسوة إثر غياب الرجل القدوة والرجل الإنسان والرجل الأمان.
***
يغيب نايف، بابتسامته وتواضعه، بشخصه وشخصيته الآسرة، ويختفي عنا مثلما تختفي زينة السماء من شمسها وقمرها ونجومها، ومثلما يغيب كل ما هو حبيب وغال ومصدر فخر واعتزاز وقدوة لنا، إنه هذا الذي نودعه حزانى وباكين، وقد أغرقنا الحدث ببحر لا ينتهي من الأحزان.
***
مرت أيام - ونحن على هذه الحال - منذ أعلن عن ممات الأمير نايف بن عبد العزيز، وما زال الحزن هو الحزن، والأسى هو الأسى، وتُحتبس الدموع في المحاجر ثم تهل دون أن تجف أو تنتهي، فهي في حالة تجدد وسخاء، فالصدمة أقوى من التحمّل، والحدث يطول هذه المرة قامة كبيرة ورمزاً كان ذا عطاء لا ينضب.
***
أيها الرجل الكبير، من حقك أن نبكيك، وأنت من يستحق أن نودعه بالدموع، وأنت أنت، كبيرنا الذي تعلّمنا منه الوفاء والإخلاص والصدق والنبل والرجولة في أصعب المواقف، كما هو الموقف الآن، فلك منا كل الحب ميتاً، مثلما كان هذا حالنا وموقفنا معك حين كنت حياً ونجماً ورمزاً بيننا.
فإلى جنات النعيم.