فاصلة: (ليست الثروات هي التي توفر السعادة، إنه استعمال هذه الثروات)
- حكمة عالمية -
في حياة المبتعثين سلسلة من الأحداث والمواقف التي لا يعرفها إلا المبتعثون أنفسهم ومن يقترب منهم ويربت بحنان على أكتافهم المثقلة بهم الدراسة وما يتعلّق بها.
أيامهم لا تشبه بعضها البعض فلا بد من خبر مقلق عن دراستهم أو رسالة بريدية مزعجة عن أحوال البلد الذي يدرسون به، أو مشكلة دراسية أو متعلّقة بنظام البلد الذي يعيشون فيه للدراسة.
المبتعثون ليسوا سياحاً يتنزهون ويكتشفون جمال طبيعة البلاد التي يعيشون بها فقط، بل هم يدركون أنهم في سباق مع الزمن وأنهم تحت مجهر الملحقيات الثقافية ووزارة التعليم العالي بالإضافة إلى جهات عملهم إن كانوا مبتعثين عن طريقها.
المبتعثون لديهم الكثير من المشكلات التي تحتاج إلى بحث عن الحل على مستوى علاقتهم بالملحقيات أو وزارة التعليم العالي أو عملهم في السعودية على الرغم من كل الخدمات التي تقدّمها لهم تلك الجهات، والأمر يبدو أقرب إلى طبيعة الواقع فهم في طريق علم في بلد غريب.
والمبتعثون يعيشون أيامهم في بلاد غريبة مختلفة عن بلادهم في كل شيء هذا الاختلاف قد لا يفهمه كل مبتعث وبالتالي بالإضافة إلى غربته عن أهله يعيش غربة يومية في بلاد لم يألف أهلها، يعيش الاستقلالية وتحمّل المسؤولية بطريقة لم يعهدها في مجتمعنا الذي يقسو علينا حين يدلّلنا.
استحضر كل هذا عندما أقرأ مقالات في الصحف أو في مواقع شبكة الإنترنت من قِبل السعوديين أنفسهم تشكك في جديّة المبتعثين في الدراسة لمجرد حالات فردية تمثّل الاستهتار واللا مبالاة في تحقيق الهدف.
لا ينقص المبتعثين من يكتب عن أخطاء بعضهم في حق أنفسهم وحق بلادهم، ولا ينقصهم من يتتبع عثراتهم أو يتصيّد زلاَّتهم فلديهم من المسؤوليات ما يشغلهم عن الدخول في ترهات الذين يحاولون أن يجهضوا مشروعاً جباراً كالابتعاث الخارجي الذي سوف يكتب عنه التاريخ يوماً بأنه كان بوابة جيل بأكمله إلى المستقبل.
nahedsb@hotmail.com