الثورات العاصفة التي برزت على السطح العربي في هاتين السنتين الماضيتين، لم تؤت أكلها حتى هذا الحين، ولم تستقر شعوبها بعد! وكأني بها تعيش مخاضاً تصحيحياً، يحتاج لوقت والله أعلم بطوله، لكنها بالتأكيد هيأت الفرص لأصحاب الأطماع لحشر أنوفها في تلك الدول، التي يوجد فيها أقليات طائفية تسير على هواها العنصري، هذه الثورات أو ما يطلق عليه البعض بالربيع العربي، استغلت من الجانب الإيراني، استغلالاً لافتاً، استخدمت فيه أصابعها، لغرض الهيمنة ونشر أفكارها وعقائدها، وفي ظل ما تشهده إيران من أزمات سياسية داخلية، هي تسعى للتغطية عليها وحجبها، وتصديرها لجيرانها، والشواهد حاضرة في هذا المشهد، من خلال التدخل السافر في شئونهم ومحاولة استغلال (الطائفية) بإثارة النعرات المذهبية بتلك الدول الهادئة المستقرة الآمنة، ومحاولتها زعزعة أمنها، طمعاً للتوسع الجغرافي والمذهبي، ماذا يقال عن استعمارها لجزر دولة الإمارات (الثلاث) والزيارات الاستفزازية لها؟ وما هدف تدخلها في شئون مملكة البحرين؟ استغلال هذه الدولة للبعض في منطقة الخليج بشكل عام ودعمهم ليكونوا قنابل لها موقوتة، للنيل من أوطانهم وقياداتهم والسعي لإثارة القلاقل والتخريب وزعزعة الأمن فيها، هو بالتأكيد خدمة لمصالحها، ماذا عن حضورها في المملكة المغربية وموقف الأخيرة منها الصارم؟ وماذا يقال عن وجودها في الكويت من خلال شبكتها التجسسية؟ وفي اليمن مع عملائها الحوثيين؟ وفي سوريا ووقوفها مع نظام بشار في وجه الشعب السوري؟ وبسط نفوذها في العراق بعد سقوط صدام حسين من خلال وسيطها نوري المالكي؟ وفي لبنان من خلال رافدها حزب البعث؟ الآن إيران تحاول وبقوة التوغل في مصر قلب الأمة العربية، لأطماع غير خافية، وتحاول الإساءة للمملكة العربية السعودية من خلال ساستها المتطرفين وقنواتها ومراسليها الذين يتلقون الدعم والتوجيه، لاستضافة من يغذي تطرفها، للنيل من سياسة المملكة وأمنها واستقرارها وتوجهاتها السليمة، وبحسب ما نقلته الأخبار المؤكدة، فإن نشاط قناتي (العالم) و(press-tv) واسع في بعض العواصم العربية، بغرض الهجوم على المملكة وسياستها الخارجية، وقد نقل أن صحفياً عمل في قناة (العالم) مدة طويلة، قال: إن استهداف السعودية شيء أساسي في السياسة التحريرية للقناة، كما ذكر أيضاً أن أحد المصريين المهتمين بهذا الشأن قال: إن الإيرانيين حاولوا بكل الوسائل، إيجاد شراكة معه ودعوةيره، ممن يملكون حضوراً إعلامياً مؤثراً داخل مصر للدخول معه في هذه الشراكة، من أجل نشر مبادئها وأفكارها ومعتقداتها في مصر، إيران بهذه السياسة تستغل ظروف الشعوب المضطهدة والفقيرة وحاجتها للمساعدات المالية، مستفيدة من الثروات التي تملكها، التي حصلت عليها جراء سرقتها من أتباعها، عن طريق ما يعرف بالمذهب الشيعي (بالخمس) ولعل خير شاهد على ما نميل إليه، استغلال إيران للفراغ السياسي الصعب الذي تمر به مصر في هذه المرحلة، تستغله بتوجيه أصابعها التبشيرية بالطواف بالمحافظات المصرية لنشر مذهبها، وكانت النتيجة افتتاح أول (حسينية) في مصر كما نقلته الأنباء، إيران الثورية، وهي تحاول القيام بمثل هذه الأدوار، لن تجد لها آذاناً صاغية، خاصة في مصر التي نحرت فيها الدولة العبيدية في عهد الخليفة العبيدي (العاضد) على يد البطل صلاح الدين الأيوبي، فضلاً عن دول تكره عرقها العنصري الحاقد في الأساس، الأمة الإسلامية وعبر تاريخها منذ الصدر الأول وحتى اليوم، لم يكن للفرس المجوس، قبول في عقليتها وشعوبها على الإطلاق، الخلفاء والعلماء على مر الدول الإسلامية المتعاقبة في تاريخ الأمة، شنعوا بهؤلاء الغلاة المعتدين وخاصة الخاصة (مجوس هذه الأمة) وكلنا نتذكر (نكبة البرامكة) على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله، إيران ما فتئت تنشر جواسيسها ومبشريها في الأقطار العربية، مستغلة سذاجة وجهل (الشيعة العرب) وعدم فهمهم لعقيدة ولعبة (الشيعة الفرس) في الأساس، التاريخ كله دروس وعبر، لكن لأصحاب العقول الراجحة، غير التابعة، ولا العميلة، حري بالشيعة العرب في محيطنا، أن ينظروا ماذا تفعل إيران بأهل السنة العرب في (الأحواز) العربية المحتلة من هؤلاء أصحاب الأطماع التوسعية.
نشر أفكار ومبادئ إيران، والتوسع الجغرافي لها في المنطقة، من أهم عقائد هذه الدولة الثورية العنصرية وسياستها، التي رسمها لها دجالها الكبير (الخميني) كل ذلك يدركه خبراء السياسة وأهل العلم، ولا بد أن يعيه المخدوعون من الشيعة العرب في أقطارهم؟.. ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com