يا إلهي.. في كل بلاد العالم المتقدّم تكون رواتب المهن الصغرى أعلى من رواتب المهن الكبرى؛ فـ(الزبالون) والعمال والسباكون وسائر أصحاب الأشغال الوضيعة، يتقاضون رواتب أعلى من الموظفين أصحاب المراتب الوسطى؛ وذلك تقديراً لأعمالهم (الجليلة - الصعبة) من أجل الوطن. أما في بلادنا العربية والإسلامية فإن هذه (المهن الجليلة) لا تلقى غير الاحتقار والازدراء والنبذ والسخرية. أقول تحديداً هكذا يحدث في عالمنا الإسلامي؟! حيث الناس (سواسية كأسنان المشط) و(لا فضل لآخر على الآخر إلا بالتقوى). وأقرب المسلمين أقربهم إلى الله، وهنا بيت القصيد والقصد، إذ تعرفون أيها السادة القراء أن بيوت الله هي أطهر البيوت على الأرض، وأن القائمين على صيانتها ونظافتها، والمنادين من أعلى منابرها للصلاة فيها، والذين يقيمون ويؤمّون الصلاة بها هم من أقرب عباد الله إليه بعد النبيين والصديقين والصالحين.
صحيح أن أئمة المساجد في المملكة وكذلك المؤذنون الذين يرفعون صوت الحق (قد) لا يكون (بعضهم) بهذه الدرجة من التقوى والصلاح ولكنهم موكلون بمهمة نبيلة عظمى تستوجب أن تكون مكافآتهم الدنيوية من أعلى المكافآت؛ وأعني رواتبهم تحديداً مع أنني أعرف أنه ليست لديهم رواتب (مثبتة)، بل مجرد مكافآت استحي من نفسي ومن الله أن أذكرها بالرقم!
يبقى القول أخيراً إن كل ما قلته آنفاً هو بسبب ما ذكره مجلس الشورى المبجل منتقداً وزارة الشؤون الإسلامية لوجود 30 ألف وظيفة إمام ومؤذن شاغرة في المملكة، وما أثاره الزميل التقي عضو المجلس حمد القاضي من أن هناك 73 ألف جامع ومسجد ولا يوجد لدينا سوى 33.147 إماماً، فـ(جزى الله أبا بدر القاضي خيراً).