حسناً فعلت الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الرياض حينما ألغت اللقاء الذي كان مقرراً أن يُعقد مع وفد رجال الأعمال الروس.
وقد كان بيان الأستاذ عبدالرحمن الجريسي واضحاً وصادقاً ومعبراً عن ضمير الشعب السعودي المتضامن كلياً مع شقيقه الشعب السوري، إذ شكّل الإلغاء رسالة لا تقبل اللبس للشعب الروسي عبر وفد رجال الأعمال الروس الذين يزورون المملكة والذين سينقلونها إلى قيادتهم التي تضرب عرض الحائط بمصالح روسيا الاقتصادية وقيمها الأخلاقية بالوقوف مع نظام يقتل شعبه يومياً.
ومثلما أوضح الأستاذ الجريسي أن قرار الإلغاء ترجمة لوحدة الشعب السعودي الذي يعد رجال الأعمال إحدى شرائحه المهمة المنتجة والمتفقة والمتلاحمة مع قيادتها الحكيمة التي كثيراً ما نبّهت القيادة الروسية من مغبة مواقفها المنحازة للنظام السوري على حساب آلام الشعب السوري الذي يُقتل بدمٍ باردٍ من قِبل أجهزة النظام ومليشياته.
كما أن قرار الغرفة التجارية والصناعية في منطقة الرياض يعد ترجمة لقراءة واعية للمصالح السعودية والعربية والإسلامية مجتمعة، فموقف النظام الروسي الداعم لنظام منهار يرتكب الجرائم ومحاولة مساندته بإقامة حلف عدائي مكون من إيران والصين بالإضافة إلى روسيا لا يستهدف فقط انتشال النظام السوري المنهار مما هو متجه إليه وهو التخلص منه، بل أيضاً تكوين تحالف إقليمي لمواجهة الهبة العربية الإسلامية لإنقاذ الشعب السوري الذي يتعرض لمجازر شبه يومية.
إن إلغاء لقاء رجال الأعمال الروس بنظرائهم السعوديين سيحرم الروس من سوق واعدة وكبيرة، فالتجارة السعودية مع روسيا تضاعفت في السنوات الأخيرة ووصلت إلى 3.4 مليارات ريال، وكان متوقعاً أن ترتفع أكثر إلا أن عدائية نظام موسكو لا يمكن أن تتناسب مع التوجه السعودي لترسيخ العلاقات وتشجيع التبادل التجاري مع روسيا، وموقف رجال الأعمال السعوديين سيكون دافعاً لأشقائهم من رجال الأعمال العرب والمسلمين الذين لا يمكن أن يبنوا علاقة تجارية مع بلد يعمل نظامه على معاداة الشعوب العربية والإسلامية ويقف مع الأنظمة المستبدة التي تقتل شعبها سواء في سوريا أو في إيران.
jaser@al-jazirah.com.sa