عدت مساء أمس الأول الثلاثاء 22-7 من رحلة عمل خارجية، بدأتها في واشنطن؛ حيث تشرفت بحضور حفل تخريج الدفعة الخامسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للتدريب والابتعاث، الذي أقامته ظهر يوم السبت 5-7 الملحقية الثقافية السعودية هناك، وقد جاء في ثنايا كلمة سعادة الدكتور محمد بن عبد الله العيسى، الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية، أرقام مهمة - في نظري - وتحتاج إلى قراءة خاصة من لدن صناع القرار والمجالس ذات العلاقة؛ فالأرقام غالباً لا تخطئ، ولها دلالتها الدقيقة. وهذه الأرقام هي:
ـ بدأ البرنامج في أمريكا عام (2005 م) بنحو (5000) خمسة آلاف مبتعث ومبتعثة.
ـ تجاوز عدد المبتعثين والمبتعثات في الولايات المتحدة الأمريكية نحو (67000) (سبعة وستين ألفاً)، إضافة إلى (20000) من المرافقين، وهذا يعني أن متوسط عدد المبتعثين يقارب (10000) عشرة آلاف مبتعث سنوياً. هذا للجامعات الأمريكية فقط، وتحت مظلة البرنامج، خلاف مبتعثي الجامعات وأرامكو وسابك والتعليم والتدريب الفني والتقني ومن على حسابهم الشخصي أو الشركات والمعاهد التدريبية الخاصة.
ـ يمثل هذا العدد 50 % من مجمل عدد المبتعثين السعوديين حول العالم.. أي أن في بقية دول العالم قريب من هذا العدد، وعلى هذا الأساس فالمجموع (134000) مبتعث تقريباً، بمعدل سنوي (20000) مبتعث ومبتعثة تقريباً، وهذا عدد ضخم جداً، ويحتاج إلى بيئة ملائمة بعد عودته إلى أرض الوطن؛ ليكون فاعلاً بشكل إيجابي ومثمر.
ـ عدد الخريجين في الدفعة الخامسة (6000) ستة آلاف خريج وخريجة، وبما أن في أمريكا 50 % فلنقل أن عدد الخريجين المتوقع (12000)، وجزماً سيرتفع العدد بشكل كبير في السنوات الخمس القادمة.
ـ تمثل المرأة نسبة 23 %، أي أن ما يقارب (1380) في أمريكا (50 %) و1380 (50 %) في بقية دول العالم، أي أن ما مجموعه (2760) امرأة سعودية سيعدن هذا العام وقد حصلن على درجة علمية عليا وبتخصص علمي غالباً، إضافة إلى أن ثقافتهن ثقافة جديدة سواء في إطارهن الأسري الاجتماعي أو بيئة عملهن أو في اهتماماتهن الاقتصادية والسياسية والثقافية.
ـ 20 % في الهندسة والصناعة.
ـ 10 % في المعلوماتية وعلوم الحاسب.
ـ 9 % في الدراسات الطبية.
ـ 66 خريجاً من مبتعثي الطب، بينهم:
20 طبيباً في الزمالة.
13 طبيباً للأسنان.
23 خريجاً في العلاج النفسي.
ولا أدري عن الـ(51 %) الباقية في أي التخصصات هي!!؟
ـ شارك في معرض يوم المهنة في واشنطن 73 مؤسسة من القطاعين العام والخاص، فضلاً عن القطاع الحكومي، ولا علم لي بعدد المؤسسات التي وُجّهت لها دعوة المشاركة، فضلاً عن المؤهلة للاستقطاب والقادرة على توظيف عدد من هؤلاء الخريجين.
ـ يطرح هؤلاء المشاركون 5904 فرص عمل!! وهذا عدد جيد إن قورن بعدد الخريجين.
تلك الأرقام مؤشرات وشواهد، لها كثير من الدلالات الكيفية، بجانب ما أكدته من دلالة كمية؛ حيث القيمة المضافة إلى كوادر الوطن كنتاج متجدد لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للتدريب والابتعاث، كوادر من الرجال والنساء في معظم التخصصات النوعية المطلوبة التي يدخل بعضها في دائرة الندرة، ويرتبط بذلك دور قطاعات الإنتاج والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة في استقطاب وتأمين الاحتياجات البشرية المؤهلة والمدربة، فهل بالفعل تم التوظيف على جميع هذه الأرقام الوظيفية الشاغرة على افتراض وجودها حقيقة؟.. أتمني ذلك.
أما الدلالة الثالثة فترتبط بالتثاقف كمجال إنساني مصاحب للتكوين العلمي والمهاري، ولذلك لقاء آخر.
ودمتم بخير، وإلى لقاء، والسلام.